للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل النبي محمد صلَّ الله عليهِ و سلَّم يسمع من يناديه وهو في قبره
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- - (( هل النبي محمد صلَّ الله عليهِ و سلَّم يسمع من يناديه وهو في قبره )) النبي محمد ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) حي في قبره حياة برزخية ليست كالحياة في الدنيا، ولا كالحياة في الآخرة، وقد أخبرنا الله في كتابه عن موته كما مات غيره من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]. • أما روحه صلى الله عليه وسلم فهي في أعلى عليين؛ لكونه أفضل الخلق وسيدهم، وقد أعطاه الله الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة. • والأنبياء أحياء بعد موتهم حياة خاصة لا نعلم كيفيتها، وكذلك الشهداء كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154]. • والأصل أن الأموات لا يسمعون كلام الأحياء من بني آدم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22]. • ولم يثبت في القرآن العظيم ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) يسمع كل دعاء أو نداء من الناس، فالذي يسمع كل نداء هو الله جل جلاله الذي وسع سمعه كل صوت، وقد ورد في حديث مختلف في صحته أن النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط، ففي سنن أبي داود (2041) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) قال: ((ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام))، وقد تفرد بهذا الحديث أبو صخر حميد بن زياد، وهو راوٍ مختلف في توثيقه، وقد روى هذا الحديث عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة، والراوي عن أبي هريرة أيضًا مختلف فيه؛ فقد قال عنه ابن حبان في كتابه "مشاهير علماء الأمصار": "كان رديء الحفظ"، ثم هو لم يذكر سماعه من أبي هريرة، فيخشى أن يكون أرسله عنه، وليس هو من أصحاب أبي هريرة المشهورين؛ كسعيد بن المسيب وأبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج ومحمد بن سيرين، فهذا الحديث العجيب المتن، الغريب الإسناد تفرد به بعض الرواة المختلف في توثيقهم، فالظاهر عدم صحته، والله أعلم. والعجب ممن يقول: لا تقبل أخبار الآحاد في مسائل الاعتقاد، ثم يستدل بهذا الحديث الذي تفرد به راوٍ مختلف في توثيقه عن راوٍ آخر رديء الحفظ! فهذا حديث آحاد مختلف في صحته، فكيف يستدلون به على مسألة عقدية مهمة لم تذكر في القرآن الكريم، ولا في الأحاديث الصحيحة؟! ثم على القول بصحة هذا الحديث فليس بصريح أنه عليه الصلاة والسلام يسمع سلام المسلِّم عليه، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلَّغته الملائكة ذلك، ولو فرضنا سماعه سلام المسلِّم، فهو استثناء من الأصل كما استُثني من ذلك سماع الميت لقرع نِعال مُشيِّعي جنازته كما ثبت في الحديث الصحيح، والله على كل شيء قدير. • وأما بالنسبة لدعاء النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) والطلب منه مباشرة فهذا عين الشرك الذي بعث الله نبيه ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بالنهي عنه، وقد أمر الله سبحانه بدعائه في آيات كثيرة، ونهانا عن دعاء غيره فقال: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، فمن دعا صنمًا أو كوكبًا أو دعا النبي محمدًا عليه الصلاة والسلام أو دعا عيسى عليه الصلاة والسلام، فقد خالف القرآن الكريم، وخالف النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) الذي قال كما في الحديث الصحيح: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)). • وأما التوسل بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته فلم يكن الصحابة يفعلونه، وإنما ورد ذلك في أحاديث ضعيفة، أو ورد عمَّن قوله ليس حجة، وحديث الأعمى الذي توسَّل بدعاء النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) ليرد الله عليه بصره جعله كثيرٌ من العلماء من دلائل النبوة، وفيه توسُّله بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) في حياته، وليس بعد موته، والثابت عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يدعون الله سبحانه بأسمائه الحسنى كما أمر الله في كتابه، ولم يكونوا يتوسَّلون في دعائهم بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) ولا بغيره من الأنبياء، وحين قحط الناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه توسَّلوا بدعاء العباس عمِّ رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )؛ لقرابته من رسول الله، وهذا دليل على أنه يجوز التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح في حياته، وليس في القصة أنهم توسَّلوا في القحط بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بعد وفاته، ولو كان ذلك جائزًا لفعلوه، والخير في اتِّباع كتاب الله وسنة رسوله، والأخذ بسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وكل محدثة بدعة، ويجب عند التنازع الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله، لا إلى الأهواء والآراء، ولا إلى ما أدرك الإنسان عليه الآباء والمشايخ. • هذا، وإن بعض الناس يظن أن ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة ٧٢٨ هجرية هو أول من قال بمنع التوسل بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بعد موته، وليس هذا بصحيح، فمن المعلوم يقينًا لمن له اطِّلاع على كتب السنة والآثار وكتب الدعوات أن الصحابة والتابعين وأتباعهم وكبار أئمة المسلمين لم يكونوا يتوسَّلون بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بعد موته، وقد صرح كثير من العلماء السابقين لابن تيمية بالمنع من التوسل في الدعاء بأحد من الخلق، وأكتفي بذكر مثال واحد عن عالم مشهور من علماء المذهب الحنفي، قال الكاساني رحمه الله المتوفى سنة ٥٨٧ هجرية وهو قبل ابن تيمية بأكثر من قرن: "يكره للرجل أن يقول في دعائه: أسألك بحق أنبيائك ورسلك، وبحق فلان؛ لأنه لا حق لأحد على الله سبحانه"؛ ينظر: بدائع الصنائع، ج٥، ص١٢٦. وقد ذكر الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله في كتابه الأم عدة مواضع فيها أدعية مختارة ليس في شيء منها التوسل إلى الله بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )، ينظر مثلًا: كتاب الأم، ج١، ص٢٨٦، الدعاء في خطبة الاستسقاء، و ج١، ص٣٠٩ و ٣٢٣، في الدعاء للميت. ولا شك أن أفضل الأدعية أدعية القرآن الكريم، ثم الأدعية النبوية، وليس في شيء منها التوسل بالصالحين، فعليك يا أخي المسلم بها، فقد أثنى الله على الصالحين الذين يدعونه بتلك الدعوات المباركة التي ذكرها الله في كتابه. • ومن العجب أن بعضهم يزعم أنه من أتباع الأئمة الفقهاء رحمهم الله ثم يخالفهم في هذه المسألة، فيدعو الأنبياء من دون الله وهذا شرك، أو يتوسل بذواتهم، وهذا التوسل بدعة، مع أنه مقر بأن الأئمة الأربعة لم يكونوا يدعون بذلك! • ومن العجائب، والعجائب جمة أنه ألَّف عبد الله الغماري كتابًا بعنوان "إتحاف الأذكياء بجواز التوسُّل بالأنبياء والأولياء"، وألَّف يوسف النبهاني كتاب "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"، وقد رد عليه ردًّا شافيًا علَّامةُ العراق محمود شكري الآلوسي رحمه الله في كتابه القيم "غاية الأماني في الرد على النبهاني". • وإن من أعظم الشبه التي يجوزون بها دعاء النبي عليه الصلاة والسلام أو التوسل به أنه بعد موته يسمع من دعاه، وقد تقدم أنه لا دليل على هذا الأمر، فالذي يسمع الجهر وما يخفى هو الله سبحانه، ولا يشاركه في ذلك أحد من خلقه. • ومن الشبه المزخرفة قول بعضهم: النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) يستحق من التعظيم أكثر من دعائه والاستغاثة به في حياته وبعد موته، فنقول: تعظيم النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) يجب أن يكون بالمشروع، فهل توجبون كل تعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم حتى السجود لقبره، والحلف به، والذبح باسمه؟! فلا شك أن هذه عبادات لا تجوز إلا لله وحده، وكذلك الدعاء، بل « الدعاء هو العبادة »، فلا ندعو إلا الله وحده لا شريك له، ومهما عظَّمْنا اللهَ فنحن مُقصِّرون في تعظيمه سبحانه، وفي القيام بحقه جل جلاله، ومعلوم أن النبي( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) قد نهانا عن الغلو، وقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله»؛ رواه البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. • ولا شك أننا مأمورون بتعظيم النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) بما يستحقه من التعظيم المشروع، ومن ذلك الإيمان به وطاعته ومحبته واتِّباعه، وكثرة الصلاة عليه، وتوقيره، ونحو ذلك مما بيَّنه أهل العلم، وتجد تفاصيل ذلك في كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض رحمه الله، وللعلم فإن القاضي عياض لم يذكر في كتابه هذا جواز دعاء النبي عليه الصلاة والسلام أو التوسُّل به بعد موته، ونقل عن العلماء ما يقوله زائر قبر النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم )، ولم يذكر عن أحد من العلماء التوسُّل بالنبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) فضلًا عن دعائه من دون الله، أفلا تذكرون؟! • وأختم هذا الجواب بما ذكره العلَّامة ابن رشد الجد الأندلسي رحمه الله المتوفى سنة ٥٢٠ هجرية نقلًا عن مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله: ( قال مالك: أحب إلي أن يدعو الله بما في القرآن، وبما دعت الأنبياء: بـــ(يا رب)"؛ ينظر: البيان والتحصيل، ج١٦، ص٤٠٠. اللهم ارزقنا طاعتك وطاعة رسولك، والعمل بكتابك وسنة نبيك، وأرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، وأعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، ونعوذ بك أن نشرك بك شيئًا ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم، واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وألِّف بين قلوبنا، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته. §§§§§§§§§§§§§§§§§§§ |
#2
|
|||
|
|||
رد: هل النبي محمد صلَّ الله عليهِ و سلَّم يسمع من يناديه وهو في قبره
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
مبحث الشيطان والكهرباء | سراج منير | حوارات عامة | 0 | 2014-10-06 02:18 PM |
أعظم الكلام لا إله إلا الله محمد رسول الله | أحمد المسلم | حوارات عامة | 8 | 2012-12-03 04:41 PM |