للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من ملامح الإعجاز الغيبي في السنة النبوية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين. وبعد،، سأبدأ - بحول الله وقوته- فى كتابة سلسلة تحت عنوان : من الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية. الهدف من هذه السلسلة متعدد: أولاً: بيان الحق الذى عليه دين الإسلام. فلا يوجد دين على الأرض يخبر بأمور سوف تقع فى المستقبل إلا دين الإسلام. وهذا دليل قاطع على أنه هو الدين الحق. ثانياً: بيان الحق الذى عليه أهل السنة والجماعة ذلك أن هذه الأمور من العلوم التى يختص بها أهل السنة دون غيرهم. ثالثاً: رد شبهات منكرى السنة ، ودحض افتراءاتهم، وبيان قطعية ثبوت تلك الحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم. ========= خطة العمل فى هذا البحث: 1- ما هو الإعجاز؟ وما هو معياره؟ 2- ما هو الغيب؟ وما أنواعه؟ 3- تعريف السنة عامةً. وفى الإعجاز الغيبى خاصة. (( يلحق بها الأحاديث الموقوفة على الصحابة والتى تعد من قبل المروفع حكماً إذا أخبرت عن غيب )) 4- ملامح وخصائص هذا النوع من الإعجاز: أ- قطعية الوقوع. ب- دقة الألفاظ والعبارات. جـ- شمولية الأحداث: مكاناً وزماناً. د- السلامة من الخلل والاضطراب. 5- نماذج متنوعة من الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة مقسمة نوعياً: أولاً: الإعجاز الغيبى فى النواحى السياسية والعسكرية. مثال : (( فتح مصر والشام وفارس والقسطنطينية ... )) يستفاد من هذه الجزئية ، عالمية الإسلام وشموليته كافة مناحى الحياة. ثانياً: الإعجاز الغيبى للسنة النبوية فى مجال الآيات الكونية. مثال : (( الاكتشافات الفلكية - انشقاق القمر - طلوع الشمس من مغربها ... )) يستفاد من هذه الجزئية ، صدق ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم ، وأن الإسلام دين العلم. ثالثاً: الإخبار النبوى عن مصير أمته. يستفاد منها، معرفة الطريق الصحيح الذى وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للنجاة. رابعاً: الإعجاز الغيبى فى أخبار الأمم الماضية (( علم الآثار )) وما تم اكتشافه حديثاً من آثار الأمم البائدة. خامساً: الإعجاز الغيبى للسنة النبوية فى مجال العلوم المادية : الطب - الصيدلة - علم التحاليل الطبية .... إلخ. سادساً: أحداث مستقبلية يمكن اتنتاجها بناءً على ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم. ========== هذه هى الملامح الأساسية للبحث ، وقد يستجد جديد. آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2014-12-17 الساعة 05:07 PM |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، وعلى آله ومن اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد،، مقدمة هذا باب جديد من أبواب العلم أطرقه لأول مرة ، وإن كنت تعايشت معه طويلاً ، منذ بداية دراستى لعلوم السنة النبوية الشريفة. وقد مكننى هذا الباب من فهم الكثير من مفردات الواقع الذى نحياه الآن ، وما يدور فيه من صراعات ، وما يقع فيه من تحزبات وتكتلات وافتراقات وغير ذلك مما هو مشاهد لنا فى العصر الحديث. فكنت أتأمل أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وأعيش مع ألفاظه وعباراته ، فأجد فيها – بحول الله وقوته – من الفهم ما يغيب عن الكثيرين. فتتشكل عندى رؤية كاملة وشمولية للواقع بل وللمستقبل أيضاً. ولكننى عزمت على أن أزيد الأمر تفصيلاً وتأصيلاً. ولاشك أن مسألة الإعجاز فى السنة النبوية من الأمور التى تزيد يقين الإنسان بأن دين الإسلام هو الدين الحق ، دون باقى الأديان ، وأن منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج الحق دون باقى فرق الأمة. ولعل هذا من أهداف هذا البحث ، والذى سأحاول التركيز عليها جيداً. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون هذا البحث دعاية حق للدين الحق وللمنهج الحق. آمين. أولاً: تعريف المصطلحات والمفاهيم. (1) الإعجاز : هو مصدر الفعل (أعجز) والعجز هو الضعف وافتقاد القدرة على الإتيان بموضوع المعاجزة. وحد الإعجاز : هو عدم قدرة المعاجَزين عن الإتيان بموضوع المعاجزة فى الزمان والمكان والكيفية المحددة. والمقصود بالمعاجَزين هنا هم من توجه إليهم التحدى والإعجاز ، وهم فى الإسلام جميع الثقلين : الإنس والجن. ولما كان الإسلام هو الدين الخاتم لكل زمان ولكل مكان ولجميع الأجناس ، فهنا زمان المعاجزة ممتد أبداً ، ومكان المعاجزة فى كل مكان. وعندما نقول أن بالسنة النبوية إعجاز غيبى فمعنى هذا أننا نقول أنه لن يستطيع أن يأتى إنسان أياً ما كان (ولو اجتمعوا له) أن يخبروا بأمور غيبية على النحو الذى أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم. (2) الغيب : هو ما خفى عنا وغاب بسبب اختلاف الزمان أو المكان أو لغلبة الجهل. والغيب أنواع : فقد يكون غيباً زمانياً ، أومكانياً ، أو معرفياً. أما الغيب الزمانى فيتمثل فى جهلنا بأحوال الأمم البائدة ، أو الآتية. والغيب المكانى ينشأ عن التباعد بين الأماكن والبلدان والحواجز الجغرافية الواسعة. أما الغيب المعرفى : فيظهر عندما نسوق مثالاً ، فلو قلنا أن شخصاً معا يجلس على شاطئ البحر ويدلى فيه ساقيه فهل يعرف كم عدد ما به من كائنات؟ هذا رغم تواجده فى نفس الزمان وفى نفس المكان. (3) السنة : لها تعريفات عدة : تعريف فقهى وآخر لغوى وثالث أصولى ورابع حديثى. ويكون اختيار المعنى حسب السياق. وسوف نسير فى بحثنا هذا على المعنى الحديثى للسنة (أى كما هو فى علم مصطلح الحديث الشريف). تعريف السنة فى علم مصطلح الحديث الشريف هى : أقوال وأفعال وتقريرات النبى صلى الله عليه وسلم ، وصفاته الخُلُقية والخِلقية. ذلك أن الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة يتمحور حول ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فى سنته من أمور سوف تقع فى الزمان بعده وحتى قيام الساعة. وغنى عن البيان أنا قد لا نتطرق إلى مسائل من قبيل أفعال أو تقريرات النبى صلى الله عليه وسلم أوصفاته الخلقية والخلقية أبداً وإن احتيج إليها فسيكون نذراً يسيراً. أما المعول عليه فى باب الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية هو ما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم ، يعنى أقواله صلى الله عليه وسلم. يتعلق بهذه المسألة مسالة أخرى مهمة ألا وهى تلك الأحاديث التى رواها أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم موقوفة عليهم ولم يرفعوها إلى النبى صلى الله عليه وسلم وفيها إخبار بأمور غيبية ، فهذه - ولا شك – لها حكم الحديث المرفوع (مرفوع حكماً) وعلى هذا جمهور العلماء شريطة أن تكون إخباراً بمغيب ولا تكون مما يقال من قبيل الرأى. ذلك أن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لا يقولون على الله بغير علم ولا يتحدثون بحديث كذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن ما أخبروا به يكونون قد علموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا طبعاً بعد أن يصح إسناد الحديث أو الأثر الذى رووه. ======== من ملامح وخصائص الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة: لاشك أن الإعجاز الغيبى فى السنة هو فرع من الإعجاز فى السنة كاملاً ، وهذا بدوره فرع من الإعجاز فى الإسلام والذى يشمل القرآن والسنة. وهناك سمات وخصائص مشتركة بين كافة أوجه الإعجاز على تباين أشكالها قرآناً وسنة. ولكنى هنا أركز الضوء على الإعجاز الغيبى فى السنة حيث أنه محور الحديث. فمن سمات هذا الضرب من الإعجاز: 1- قطعية الوقوع: فطالما صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج مخرج الإخبار بمغيب فلا محالة أنه سوف يقع. يعنى المسألة ستكون مسألة وقت لا غير. 2- دقة الألفاظ والعبارات: وهذه سيكون لها دور كبير جداً فى اكتشاف مواطن الإعجاز وتوضيح الأحداث ، وكذلك تشكيل الرؤية المستقبلية بناءً على ما أخبر به المعصوم صلى الله عليه وسلم. 3- شمولية الأحداث: فرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأمور مسرح أحداثها هى الكرة الأرضية جمعاء. وقد يخبر بأمور هى من شأن قوم دون آخرين. وهذه لا شك لا تقل عن نظيرتها فالعبرة أن كليهما إخبار بمغيب لم يكن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وليس لأحد القدرة على الإخبار به غيره صلى الله عليه وسلم. 4- السلامة من الخلل و الاضطراب: فلا يمكن أن ينشأ ثمة تعارض بين أمرين أو حديثين أخبر بهما النبى صلى الله عليه وسلم ، وإن بدا تعارض فهو ظاهرى ويحتاج إلى فهم صحيح وجمع للأدلة لإزالة ذلك التعارض. يتبع ... آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2007-07-22 الساعة 11:24 PM |
#3
|
|||
|
|||
من ملامح الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة النبى صلى الله عليه وسلم يخبر عن افتراق أمته فى هذا المبحث سنخرج بمجموعة من الفوائد والاستنتاجات: 1- النبى صلى الله عليه وسلم يخبر منذ ألف وأربعمائة عام بأمر غيبى ألا وهو افتراق أمته لثلاث وسبعين فرقة. 2- مشاهد الواقع تشهد لصحة ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم. 3- صحة الأحاديث الواردة فى شأن افتراق الأمة سنداً ومتناً. 4- الفرق بين ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم عن مصير أمته وافتراقها وبين ما أخبر به أصحاب ومؤسسى بعض المذاهب الأخرى وأن ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم هو حق وصدق وأن ما أخبر به هؤلاء هو رجم من الغيب وكذب ومحض ظن لم يقره الواقع. وهنا محور الإعجاز الغيبى فى السنة. 5- الفرق بين ما يخبر به النبى صلى الله عليه وسلم وبين ما يخبربه غيره. والآن نبدأ بعرض الأحاديث الواردة فى شأن تفرق الأمة: وردت العديد من الأحاديث النبوية المرفوعة (المنسوبة للنبى صلى الله عليه وسلم) والآثار الموقوفة (المنسوبة للصحابة) تخبر بأن أمة الإسلام سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة فى الدنيا. وفى الآخرة سوف تدخل جميعاً النار إلا واحدة ألا وهى الفرقة الناجية. والمقصود بدخولها النار لا يشترط ولا يقتضى الخلود فيها – لأن المسلم لا يخلد فى النار – طالما على أصل الإسلام. وقد ورد هذا عن جمع من أصحاب النبى منهم : معاوية بن أبى سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس وأبى هريرة وعوف بن مالك وأنس بن مالك وسعد بن أبى وقاص وبعض الآثار عن على بن أبى طالب. وهذه بعض هذه الطرق. 1- أخرج الإمام أحمد (27510) والترمذى (2640) وأبو داود (4596) وابن ماجة (3991) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة). [لفظ الترمذى وقال : وفي الباب عن سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك قال أبو عيسى – أى الترمذى- حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح] 2- أخرج ابن ماجة (3992) عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة). [القسم برهان على مدى المصداقية]. 3- أخرج أحمد (11798) وابن ماجة (3993) أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة). [لفظ ابن ماجة] وهو عند أحمد أيضاً (12070) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن بني إسرائيل تفرقت على إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة فتهلك إحدى وسبعين وتخلص فرقة قالوا يا رسول الله من تلك الفرقة قال الجماعة الجماعة). 4- وأخرج أحمد (16490) وأبو داود (4597) والدارمى (2518) عن معاوية بن أبى سفيان قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا، فقال: (إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً –يَعْنِي الْأَهْوَاءَ–، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ) 5- أخرج عبد بن حميد عن سعد بن أبى وقاص (148) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (افْترقتْ بَنُو إِسرائيلَ عَلى إِحدى وسَبعينَ مِلّةً ، ولَنْ تَذهبَ اللَّيالِى ولاَ الأَيامُ حَتَّى تَفترقَ أُمتِى عَلى مِثلها ، وكُلُّ فِرقةٍ مِنْها فِى النَّارِ إِلاَّ وَاحدةً وهىَ الجَماعةُ). |
#4
|
|||
|
|||
بين يدى الحديث الشريف: أولاً من الناحية الإسنادية: لهذا الحديث طرق كثيرة ليس هنا مقام حصرها. ولكن هنا عدة نقاط يجب التنويه عليها: 1- ليست كل طرق حديث الافتراق صحيحة ولكن هناك العديد من الطرق هى ضعيفة بمفردها وهى من قبيل الضعف المحتمل أى الذى يتقوى فى المتابعات والشواهد ولكن الحديث يتقوى بمجموع طرقه. وهذه قضايا يعالجها علم مصطلح الحديث وهو صاحب القرار الفصل فيها ، وعلماؤه هم المعول عليهم فى هذا الشأن. 2- هناك طرق صحيحة لذاته كحديث معاوية الذى فى مسند أحمد والدارمى (رقم 4 فيما أوردناه) وهناك أحاديث حسنة لذاتها أيضاً. 3- الحديث بمجموع طرقه صحيح سنداً ولا يجوز الطعن فيه بل إن طرقه بلغت من الكثرة حداً يمكن وصفها به بأن هذا الحديث هو من قبيل المتواتر معنوياً. 4- الطاعنون فى الحديث : هناك بعض العلماء ضعّف أحاديث الافتراق عن قلة علم منهم بشروط وقواعد وضوابط علم مصطلح الحديث فلا يلتفت إليهم فى هذا الشأن حيث المعول فى هذا الأمر على كلام علماء مصطلح الحديث كما سبق أن قلنا. وكثرة طرق الحديث والأمر الواقع يغنينا عن الرد على هؤلاء. 5- أصل الحديث فى كتاب الله: قال المروزي في كتابه السنة (1/23): عن أبي الصهباء البكري قال: سمعت علي بن أبي طالب، وقد دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى. فقال: إني سائلكم عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني. يا رأس الجالوت، أنشدتك الله الذي أنزل التوراة على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقاً، وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عيناً، لكل سبط من بني إسرائيل عين ، إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له –على ثلاث مرار–: كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة. ثم دعا الأسقف فقال: أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجعل على رحله البركة، وأراكم العبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيا الموتى، وصنع لكم من الطين طيوراً، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. فقال: دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين. فقال: على كم افترقت النصارى بعد عيسى من فرقة؟ فقال: لا والله ولا فرقة. فقال –ثلاث مرار–: كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة. فأما أنت يا زفر فإن الله يقول (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهي التي تنجو. وأما أنت يا نصراني فإن الله يقول (منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون) فهي التي تنجو. وأما نحن فيقول : (وممن خلقنا أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون) وهي التي تنجو من هذه الأمة. تنزيل حديث النبى صلى الله عليه وسلم على الواقع: وإذا نظرنا إلى مفردات الواقع وجدنا أن ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام قد تحقق حرفياً ولا يزال. فما إن توفى النبى صلى الله عليه وسلم وتوفى من بعده خليفتاه أبو بكر وعمر وفى عهد الخليفة الثالث عثمان إلا وبدأت الأمة فى الافتراق فكان أول هذه الفرق ظهوراً الخوارج (وأقصد بهم من خرج على عثمان فكل من خرج على ولى الأمر فهو خارجى وإن اختلف مكانه وزمانه). ثم خرج من خرج على علي رضى الله عنه ثم تشيع أقوام لعلى وغالوا فيه وفى آل البيت حتى بطروا الحق وأعلوا الباطل. وتوالى ظهور الفرق فى أواخر عهد الصحابة فظهرت القدرية على يد معبد الجهنى (راجع حديث جبريل فى صحيح مسلم رقم 8) وتلاها المرجئة ثم أعلن الجهم بن صفوان التعطيل وعارضه مقاتل بن سليمان البلخى فقال بالتجسيم والتشبيه. ثم جاء أقوام ضلوا فى كل باب من أبواب الاعتقاد فضل الصوفية فى باب الإيمان بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم وغالوا فيه وجعلوا منه قبة الكون وألقوا عليه من صفات الإلهية ما لا يجوز أن يوصف به إلا رب العالمين. وضل الفلاسفة فى باب الإيمان بالملائكة والوحى فكان إيمانهم أقرب للنفى منه للإثبات. - معنى الافتراق وحقيقته : ولست فى معرض الحديث عن الفرق الإسلامية: نشأتها ومقولاتها ودعاتها. ولكنى أردت التدليل على حدوث أصل الافتراق ، وأن الافتراق ليس معناه المسميات التى نسمعها الآن كالشيعة والإباضية والخوارج ولكن الافتراق هو الدعاوى والمقولات كمن يعلن التعطيل أو التشبيه أو نفى القدر والقول بالإرجاء وهكذا. كذلك أردت الإشارة إلى قضية أخرى ألا وهى أن الافتراق الأمة قد بدأ على نحو ما أشرنا منذ أواخر عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، وليس معنى هذا أيضاً أن حركة الافتراق قد انتهت بل لعل الآتى أكثر من الفائت ، ولكن المحصلة الأخيرة هو أن تظهر ثنتان وسبعون فرقة فى هذه الأمة منذ وفاة النبى وحتى يوم القيامة ، هذا طبعاً بخلاف الثالثة والسبعين والتى تعد أصل جسد الأمة وكيانها وهم الجماعة. ولا أدل على هذا – أقصد استمرار حدوث الافتراق حتى الآن – من ظهور فرقة جديدة كفرقة منكرى السنة هذه الأيام ، وإن كانت أصول هؤلاء قديمة تمثلت فى رد المعتزلة لأغلب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن هؤلاء –أقصد منكرى السنة- لم يتبلور منهجهم الفاسد على هذا النحو الذى يمكن وصفهم به على أنهم فرقة ، إلا حديثاً. شأنهم فى هذا شأن باقى البدع التى تبدأ رويداً داخل جسد الجماعة الأم ثم تنحرف شيئاً فشيئاً نحو المغالاة أو التفريط حتى تتشكل وتتبلور لها فرقة قائمة بذاتها منسلخة عن الجماعة. آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2016-03-25 الساعة 10:07 PM |
#5
|
|||
|
|||
دلالات اختلاف ألفاظ الحديث:
جاء فى بعض طرق الحديث أن الأمة سوف تفترق إلى ثنتين وسبعين فرقة ، وجاء فى طرق أخرى أنها ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهناك من يظن أن هناك تعارض من أجل هذا ، بل إن البعض قد يرد بعض أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم – عن جهل أو بدعة – نظراً لمثل هذه الاختلافات فى بعض الفاظ الأحاديث. وهذا ناشئ عن قلة علم. وبالنسبة لهذا الحديث فإنه لا ثمة تعارض بين اللفظين ، الذى يذكر الثنتين والسبعين فرقة وبين الذى يذكر الثلاث والسبعين وفرقة. فما ذكر فيه الثنتين والسبعين فإنه محمول على ذكر الفرق الضالة خاصة ، ثم يعرج النبى صلى الله عليه وسلم على ذكر الفرقة الناجية ، وما ذكر فيه الثلاث والسبعين فإن الحديث محمول على مجموع الأمة كلها بجميع فرقها. فلا تعارض إذن بين اللفظين. وقد يظن البعض – عن جهل أيضاً – أن الحديث فيه دعوة إلى الفرقة أو الاختلاف ، وليس الحال كذلك أبداً ، وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أيما تحذير من الفرقة ، ولكن الحديث خرج مخرج الإخبار عن أمر غيبى سوف يحدث ، وقد ذم النبى صلى الله عليه وسلم هؤلاء المفترقين وتوعدهم بالنار. مكمن الإعجاز الغيبى فى الحديث: وبعيداً عن الناحية العقائدية والفقهية فى الحديث الشريف ، فإن مكمن الإعجاز الغيبى فيه يتمثل فى الآتى: هناك العديد من أصحاب المذاهب والنظريات على مدار تاريخ البشرية ، صاغوا نظرياتهم ضمن علم الاجتماع مثل : جون لوك وجان جاك روسو وتوماس هوبز أو السياسة مثل ميكيافيللى أو الاقتصاد كالنظرية الشيوعية لكارل ماركس كل هؤلاء وغيرهم كثيرون وضعوا نظرياتهم بهدفهم فهم الواقع والتنبوء بالمستقبل على ضوء مقدماتهم التى ارتأوها ، ولكن أياً من هؤلاء لم ينجح فى أن يخبرنا ما مصير نظريته هذه ، أو مصير معتنقيها ، أو المراحل التى ستمر بها.بل كانت كل آراؤهم رجما بالغيب ، وتقوم على الظن ، يشوبها جهل الإنسان أكثر من علمه ، ولذا فقد جاءت توقعاتهم مخروقة متهرئة ولم يثبت منها شئ تفصيلى أو حتى إجمالى. بل إذا نظرنا إلى إحدى هذه النظريات التى وضعها الإنسان وننظر إلى توقعاته فيها ثم ننظر إلى مصيرها ونرى مدى التناقض الرهيب الذى وقع فيه هؤلاء لعلمنا أن ما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم يعد من أعلام نبوته. ولنأخذ مثالاً على هذا النظرية الشيوعية التى أسسها ماركس ،وهى تقوم على أساس اقتصادى يقول بأن المجتمعات تمر بثلاثة مراحل أساسية : الإقطاعية ثم يتحول المجتمع بعدها إلى الرأسمالية ثم ينتهى به المطاف إلى التحول إلى الشيوعية. هذه هى الفكرة التى آمن بها أنبياء الشيوعية ، وحاولوا تصديرها وتفعيلها وتقديمها للبشرية على أنها ناموس الحياة وحركة المجتمع التى لا مناص ولا محيد عنها ، وأنها لا محالة واقعة. ثم ننظر إلى ما حدث على أرض الواقع وبأيدى هؤلاء أنفسهم ، نجد أن ما حدث كان عكس ما أخبروا ، فقد قامت الثورة الشيوعية البلشفية أول أمرها فى روسيا القيصرية حيث النظام الاجتماعى والاقتصادى السائد آنذاك كان هو الإقطاع ، وإذا بهم يقلبون الأمر رأساً على عقب ويغيرون النظام هناك بالقوة المسلحة الجبرية إلى الشيوعية ، فأين إذن هى مرحلة الرأسمالية الوسط التى أخبرتهم عن ضرورة حدوثها قبل تحول المجتمع إلى الشيوعية!؟ هنا لن تسمع لأحد منهم ركزاً ولا همساً. أما النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فإنه يخبرنا فى هذا الحديث الشريف بأن أمته سوف تفترق لأن الله سبحانه وتعالى أخبره بهذا (إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى) [سورة النجم] والله سبحانه وتعالى يعلم مسبقاً طبائع النفوس البشرية وميولها وخطراتها (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [سورة الملك] بل قد جاء فى بعض الأحاديث النبوية - ولكن فى أسانيدها مقال – أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر بظهور فرقة القدرية. |
#6
|
|||
|
|||
من ملامح الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة النبى – صلى الله عليه وسلم – يخبر منذ ألف وأربعمائة عام بتداعى الأمم على أمته 1- أخرج الإمام أحمد فى مسنده (برقم 21891) عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا" قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ : "أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ" قَالَ : قُلْنَا : وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ : "حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ". 2- وهو عند أبى داود (4297) بلفظ مقارب قال : "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا" فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ : "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ" فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ : "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ". بين يدى الحديث أولاً : إسناد الحديث: الحديث من الناحية الإسنادية حديث حسن بمجموع طرقه ، والحديث الحسن من الناحية الاصطلاحية هو الحديث الذى رواه العدل الذى خف ضبطه بلا شذوذ أو علة. فهو مقبول إسنادياً ، وإن كان دون الحديث الصحيح من حيث قوة الضبط. وقد صحح هذا الحديث شيخنا الألبانى رحمه الله فى السلسلة الصحيحة برقم (958). ثانياً: فقه الحديث: أولاً: هذا الحديث من أعلام نبوة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – حيث أنه يخبرنا فيه بأمور غيبية كثيرة جداً ، ويشير إلى كثير من الأمور والأحداث التى ستقع بعد وفاة النبى الكريم عليه صلوات ربى وسلامه ، وفى مجالات ونواحى مختلفة : سياسياً واجتماعياً وديموغرافياً (علم دراسة السكان) بل ونفسياً أيضاً. ثانياً: النبى صلى الله عليه وسلم وهو من آتاه الله سبحانه وتعالى الفصاحة والبيان وآتاه جوامع الكلم يخبرنا بكل هذا بأوجز العبارات وأدقها وأشملها وأنسبها. حيث تجد أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يختزل الأحداث التى ستقع على مدار مساحة زمنية ومكانية كبيرة جداً ،يختزل هذا فى أقل عدد ممكن من الكلمات ، ولو احتجنا إلى سرد كل هذه الأحداث لاحتجنا إلى موسوعات تاريخية كاملة. ثالثاً: النبى صلى الله عليه وسلم لا يكتفى بذكر المرض بل يضع أيدينا بمنتهى الحكمة على العلاج الناجع الذى لا علاج غيره. رابعاً: إن الناظر لأحداث التاريخ قديما والمتأمل لها حديثاً يجد تطابقاً كاملاً بين ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم وبين الواقع المعاش. خامساً: النبى صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثلاً بليغاً فإذا أردنا التعبير عما يحدث بمثال فلن نجد أبلغ ولا أفصح من هذا المثال ولو حشدنا له الجن والإنس. والمتأمل لهذا المثال يكتشف الكثير مما هو موجود من الواقع وقد يخفى على الكثيرين إدراكه. آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2007-08-04 الساعة 02:22 AM |
#7
|
|||
|
|||
وقبل أن أستطرد فى شرح مفردات الحديث وعباراته واستخراج مواطن الإعجاز فيه أعرض أولاً لأحد الشروح التى قد شرحت هذا الحديث. والذى تيسر لى من هذا هو شرح عون المعبود فى شرح سنن أبى داود ، أعرضه هنا مختصراً: قال : [ ( يوشك الأمم ) : أي يقرب فرق الكفر وأمم الضلالة ( أن تداعى عليكم ) ... أي تتداعى بأن يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال ( كما تداعى الأكلة ) .... وهو جمع آكل ..... الفئة والجماعة أو نحو ذلك .... والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا ( إلى قصعتها ) ... أي التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا وصفوا كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم ... قال في المجمع أي : يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار , كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفوا من غير تعب ... ( ومن قلة ) : خبر مبتدأ محذوف وقوله ( نحن يومئذ ) : مبتدأ وخبر صفه لها أي أن ذلك التداعي لأجل قلة نحن عليها يومئذ ( كثير ) : أي عددا وقليل مددا ( ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) ... ما يحمله السيل من زبد ووسخ شبههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم ( ولينزعن ) : أي ليخرجن ( المهابة ) : أي الخوف والرعب ( وليقذفن ) : ... أي وليرمين الله ( الوهن ) : أي الضعف , وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت ... ( وما الوهن ) : أي ما يوجبه وما سببه ... سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن ( قال حب الدنيا وكراهية الموت ) : ومما متلازمان فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين , ونسأل الله العافية ] انتهى. |
#8
|
|||
|
|||
والآن نعرض – تفصيلياً – لدلالة مفردات وعبارات الحديث لنضع أيدينا –لاحقاً- على مكمن الإعجاز الغيبى فى هذا الحديث. 1- فقوله صلى الله عليه وسلم [يوشك] تفيد قرب وقوع الأمر ،وأنه قد بدأ الإعداد له فعلاً ولكنه لم يتم بعد ، ولم يتخذ صورته الكاملة. وقد بدأ تداعى الأمم على أمة الإسلام منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم عندما جمعت قريش العرب لحرب النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة الأحزاب ، وما كان يقوم به المنافقون داخل دولة المدينة من فتن وتحريض ، وكذلك تجهيز الروم والفارس لغزو دولة الإسلام فى عهد النبى. 2- [ تداعى ] أى الاجتماع عليكم بأن تدعو كل أمة من الأمم الأخرى أختها لهلاك أمة الإسلام واستئصال شأفتها. والتعبير بالتداعى فيه من البلاغة والإخبار الغيبى الشئ الكثير ، إذ ان الذى يتبادر فى الذهن فى مثل هذه الحالات هو حب استئثار المغتصِب بالمغتصَب. هذه هى طبائع البشر ، أما الذى يخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم هو على نقيض ما درج عليه الناس ، هو يخبرنا بأن الأمم سوف يدعو كل منها الأخرى. وهو نفسه ما حدث قديماً وما زال يحدث. 3- [ عليكم ] تخصيص يعبر أن هذا الحدث خاص بأمة الإسلام. وهذا مشاهد حقاً فى حياتنا فإذا وضعنا إصبعنا الآن على أى موضع على خريطة العالم الإسلامى لتفجر من تحت إصبعنا الدم فى كل مكان وكل بلد. ويكفينا تأكيداً على كلامنا من أن دولتين إسلاميتين (العراق – فلسطين) الوحيدتان المحتلتان فى العالم ولا توجد دولة فى العالم محتلة غيرهما. هذا بخلاف ما يحاك فى السر من تحرش بدول إسلامية أخرى فى المنطقة العربية. وكأن حركة الاحتلال الحديث أصبحت مخصصة للعالم الإسلامى فقط. 4- [ الأمم ] لفظ يطلق ويحتمل أكثر من معنى ،فالمعنى الأعم يقصد به اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأخرى ، والمعنى الثانى يقصد به الدول بالمفهوم السياسى الذى نعرفه الآن والتى تحدها حدود مستقلة وتميزها عن جاراتها وكلا المعنيين متحقق. 5- [ كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ] تشبيه بليغ شبه فيه تكالب وتصارع وتسابق الأمم على قتال أمة الإسلام والقضاء عليها واستئصال شأفتها بأناس جياع يدعو كل منهم الآخر إلى طعام شهى ليقضى منه مأربه. ولو أردنا أن نبحث عن تشبيه أبلغ من هذا ليعبر عن الواقع المعاش بيننا الآن لما وجدنا. 6- [ بل أنتم يومئذ كثير ] هذا إخبار بمغيب فنحن لم نجد أياً من مؤسسين الدول الذين أسسوا ممالك وأمبراطوريات ودولاً لا نجد أحداً منهم يستطيع أن يخبر عن وضع سكان بلده بعد فترة من الزمان : هل سيزيدون أم ينقصون أم ينقرضون؟ وهذه المسألة تتعلق بعلم يسمى علم الديموغرافيا أى علم دراسة السكان. والإشارة الغيبية فيه واضحة جداً فعدد المسلمين فى جزيرة العرب علىعهد النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن بالكثرة التى يمكن أن يقال أنها ستضارع كثرة الفرس والروم مثلاً. وإذا نظرنا إلى عدد المسلمين الآن البالغ 1300مليون مسلم لعرفنا مغزى كلمة [ كثير ] التى أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم. يتبع ... |
#9
|
|||
|
|||
ولاشك أن هذا يختلف تمام الاختلاف عن الدراسات والإحصائيات التى تقوم بها الدول من آن لآخر لتتعرف على عدد سكانها ثم تقول أنه من المتوقع أن يبلغ عدد السكان كذا بعد عشر سنوات وكذا بعد عشرين سنة وهكذا. الاختلاف بين الحالتين كبير (لماذا؟) لأن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر عن شئ غير منبنى على مقدمات تؤدى إليه ، أما حالة إحصائيات الدول تلك فتنبنى على مقدمات معروفة وواضحة. كذلك فإن ما تخبر به إحصائيات تلك الدول هو من قبيل الظن ، الذى قد يصدق وقد لا يصدق ، حيث قد يأتى من الأحداث من يضرب بكل هذه الإحصائيات عرض الحائط مثل الحروب والزلازل والبراكين والتى تبتلع معها مدن بأكملها كما حدث فى إيطاليا فيما عرف ببركان فيزوف. ولكن النبى صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن أمته ستبقى وستستمر وأنها ستتزايد وفى اطراد مستمر علاوة على وصف حال تلك الكثرة. 1- [ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ] الغثاء هو : "كل ما يحمله السيل من الزبد والوسخ" وهذا تشبيه بليغ شبه فيه الأمة حال وهنها بالغثاء الذى يعلو ماء المطر ولكنه لا يسقى زرعاً ولا يسمن ضرعاً. وقد لا تجد تشبيهاً آخر يحل محله ليقوم بنفس معناه. وهو مستوحى من البيئة العربية. 2- [ وَلَيَنْزَعَنَّ ] والنزع هو الإخراج بشدة ، وهذا دليل على خلو المحل من الشئ المنزوع منه. وهذا مشاهد فىحياتنا ومن سلوك أعداء أمتنا الذين استهانوا بنا ولم يعودوا يلقوا بالاً لنا ذلك أننا اكتفينا بالصراخ والبكاء على الآلام. 3- [ وَلَيَقْذِفَنَّ ] والقذف عكس النزع وهو الرمى بشدة. 4- [ الْوَهْنَ ] يفسره البعض بالضعف ولكن النبى صلى الله عليه وسلم يعرف أن للوهن هنا معنى آخر فيقول : (حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) والذى يتأمل هذه العبارة يعلم أن الوهن هو الوسيلة التى تؤدى بنا إلى الضعف الشديد. فحب الدنيا هو أساس كل ضعف. فالذى يحب المال يضعف أمامه والذى يحب النساء يضعف أمامهن. 5- [ حُبُّ الدُّنْيَا ] هذا هو الداء. 6- [ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ] وهذا هو الدواء. وفى مثل هذا يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أخرجه ابن ماجة (4105) عن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ". |
#10
|
|||
|
|||
تنزيل الحديث على التاريخ والواقع: وإذا تأملنا وقائع التاريخ نجدها تشهد بصدق ما أخبر به المعصوم من ألف وأربعمائة عام. وهذه بعض مشاهد التداعى على هذه الأمة أضعها بين أيديكم على سبيل المثال لا الحصر تشهد بما لا يدع مجالاً لشك بأنه خبر من عند من لا ينطق عن الهوى. 1- فما إن توفى النبى صلى الله عليه وسلم حتى خرج منافقو هذه الأمة يقاتلونها فى حرب الردة والمرتدين. 2- ثم ها هى الحملات الصليبية على الشام ومصر ، تأتى تحت راية الصليب ولكن جُمع لها من عدة دول أوربية – لا دولة واحدة - وهى : المجر وفرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها. وقد استمرت هذه الحملات على مدار مائتي عام كاملين (1096 - 1291). 3- وما حدث فى الأندلس نظير هذا فبعدما سادها الإسلام طيلة ثمانية قرون ،تكاتفت عليها دول أوربا كذلك وأخرجت منه الإسلام بعد صراع مرير بين الأمتين. 4- وشبيه بذلك ما حدث فى الفلبين وجزر الملايو وجنوب شرق آسيا ، حيث تحولت دولاً إسلامية كاملة إلى النصرانية (كالفلبين مثلاً). وما حدث فى الدولة العثمانية الإسلامية شبيه ذلك ، فالذى يتأمل تاريخ تلك الدولة يجد أموراً تدعو إلى الدهشة والعجب ، نجد أنها قد دخلت فى صراعات كثيرة مع دول أوربا (بعضها مجتمعةً فى غالب الأحوال) واستطاعت أن تمد هذه الدولة نفوذها وسيطرتها على مساحات كبيرة تكفى لأن نصف تلك الدولة بأنها إمبراطورية مترامية الأطراف. هذا فى حال القوة. 5- أما فى حال الضعف فإن الأمر كان جد مختلفاً. فقد وقّعت الدولة العثمانية عدة معاهدات مع دول أوربية وكانت النتيجة المعروفة والحتمية لكل اتفاقية من تلك الاتفاقيات هى أن تتنازل الدولة العثمانية عن أجزاء من أراضيها وممتلكاتها لدولة أو أخرى. وكانت صورة التداعى واضحة فى كل تلك المشاهد. 6- وفى العصر الحديث نجد أن الاستعمار الأوربى قد قطع أوصال الأمة الإسلامية شراذم لا تحصى ، وقد اتخذ صورة التداعى كذلك فها هى فرنسا تقتطع لنفسها الشام وبلاد المغرب العربى. 7- وهذه بريطانيا تحتل مصر والسودان واليمن وإمارات الخليج العربى ، وهذه إيطاليا تحتل ليبيا ، وهذه مجرد أمثلة لا أكثر. 8- وفى مطلع القرن الماضى كان المغرب العربى مسرحاً لحالة من حالات التداعى حيث وقعت كل من فرنسا وإسبانيا عام 1901 اتفاقية تقضى بانفرادفرنسا وإسبانيا بالمغرب. ثم وقعت اتفاقاً مع بريطانيا عام 1904 عرف بالاتفاق الودى لتأكيد ما جاء فى سابقه إضافة إلى تأكيده حرية إطلاق يد بريطانيا فى مصر. وقد أقرت الدول الثلاث هذا الاتفاق. 9- ولكن لم يكن الأمر قاصراً على تلك الدول الثلاث فحسب. فالشريك الألمانى واقف يترقب ، وكان العشاء جاهزاً ليستوعب أكثر من هذا بكثير فعقد مؤتمر سمى بمؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906 نتيجة تدخل ألمانيا فى أزمة المغرب و(دعى) لحضوره (12دولة) : فرنسا ،ألمانيا، النمسا/المجر، بلجيكا، الدانمارك، إسبانيا، إنجلترا، إيطاليا، هولندا، البرتغال، السويد، الولاياتالمتحدة الأمريكية، ومااذ كانت نتيجةذلك المؤتمر؟ 10- نتيجته أن تفقد دولة إسلامية سيادته الحقيقية. والتدخل الأوربى الكامل فى شؤون المغرب. علاوة على تداعيات أخرى. 11- وحديثاً نجد الأمر يتكرر بحرفيته ، ففى قضية فلسطين وهى القضية الإسلامية الأولى والتقليدية ، نجد صورة التداعى واضحة جداً بين أمة اليهود ممثلة فى عصابات الصهاينة وبين أمة النصارى ممثلة فى بريطانيا ويتفقان على تكوين وطن قومى لليهود فى فلسطين ، وهذا طبعاً على جثة جزء من أجزاء الأمة الإسلامية. 12- وعندما تنشب حرب 1948م نجد التحالف الصهيونى الصليبى واضحاً جداً حيث كانت بريطانيا تمد عصابات الصهاينة بكل ما يلزمها من معدات وسلاح. وحتى فى حرب 1956م نجد التداعى الصهيونى الصليبى يتكرر بتداعى ثلاث دول هى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل للهجوم على مدن قناة السويس فى مصر. 13- وعندما غابت شمس الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس نجد التداعى موجود كذلك بين اليهود وحماة الصليب الجدد – أمريكا – فإن كانت بريطانيا قد نجحت فى إنجاب إسرائيل وزرعه فى جسد أمة الإسلام فإن أمريكا هى التى ربتها وجعلت منها شرطى المنطقة. 14- والصورة على الساحة السياسية الآن أكثر وضوحاً وتنظيماً وظهوراً عن ذى قبل ، كيف هذا؟ نجد أن أمريكا عندما تريد أن تغزو دولة إسلامية كما حدث فى أفغانستان ، أو كما يحدث الآن فى العراق نجد أن الولايات المتحدة تتخذ أسلوب الحشد الدولى – يعنى التداعى بمفهومنا نحن هنا – وتسمى هذا بالشرعية الدولية ، وقوات حفظ السلام الدولية أو ما شابه تلك المسميات ، ولا يخرج كل هذا عن مبدأ التداعى الذى أشار إليه الحديث الشريف. 15- وإذا نظرنا إلى مثال شاخص بين أعيننا الآن وهو ما يحدث فى العراق. سنجد المشهد كما أخبرنا به نبينا – صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام – حيث يتداعى أنصار الصليب ممثلين فى أمريكا وبريطانيا والقوات الدولية التابعة للأمم المتحدة (مسؤول التداعى الأول على أمة الإسلام فى العالم) نجدهم يتداعون مع أبناء نجمة صهيون ن فنجد أمريكا تستأثر بشمال العراق بينما تستحوذ بريطانيا على جنوبه فى الوقت الذى تعيث فيه المخابرات الصهوينة (الموساد) الفساد داخل أرض العراق لتمكن لحلفائها هناك. 16- المشهد برمته يتكرر بتفاصيل لا تختلف كثيراً فى السودان وأحداث دارفور المفتعلة ، وسعى أمريكا الدؤوب على نزول قوات (التداعى) الدولية التابعة للأمم المتحدة فى دارفور ،رغم أنها قضية داخلية لدولة حرة ذات سيادة. ولكن مشهد التداعى ملازم لنا فى كل حين. 17- وقريباً منها فى منطقة القرن الإفريقى وتحديداً فى الصومال ، فلا يزال حلم التداعى الأمريكى الصليبى موجود على الساحة وبعد أن خرجت القوات الأمريكية من الصومال بفضيحة كبيرة ، إذا بها تتعرف على كلمة السر لتدخل الصومال دخولاً آمناً ، ألا وهو (التداعى) مرة أخرى ، وكيف هذا؟ 18- أن ترسل بقوات أثيوبية لتخوض حرباً على أرض الصومال نيابة عن أمريكا ، قد يقول البعض ولكن هذا لمساندة الحكومة الصومالية ، ولكن الحق أنه ليس كذلك بل للقضاء على جبهة المحاكم الإسلامية التى أعادت إلى الصومال الإسلام والعروبة مصحوباً بالسلم والأمن الذى لم تذق طعمه منذ عشرات السنين. 19- ولا يزال مسلسل التداعى مستمراً. |
#11
|
|||
|
|||
ملامح الإعجاز فى الحديث: 1- النبى – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا بأمور غيبية زماناً ومكاناً. 2- معيار الغيبية فى الموضوع أنها تحدث دون مقدمات مسبقة عليها. فهذه ليست فرضيات علمية تتكون من نتائج تنبنى على مقدمات كقولنا : (لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه). لكن الغيب الحقيقى هو الأمر المؤكد الحدوث مستقبلاً ويكون الإخبار عنه لا ينبنى على مقدمات له. 3- النبى – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا أن أمته سوف تستمر ولن تبيد. فمعنى أن الأمم سوف تتداعى على أمة الإسلام ، معناه أن أمة الإسلام ستظل باقية ، لأنه لو هلكت لما تداعى عليها أحد. وهنا نشير إلى الكثير من الأمم والدول التى ظهرت ثم بادت مثل عاد وثمود ومدين وقوم نوح وآل فرعون وملك كسرى وقيصر والإسكندر الأكبر وغيرهم كثير. 4- أن هذه الأمة سوف يعتريها حالة عامة من الضعف. 5- أن هذا الضعف سوف يغرى الأمم الأخرى بالتدافع والتداعى والتسابق نحو هلاكنا وإبادتنا. 6- النبى – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا أن لكل أمة من تلك الأمم مصالح ومآرب عند أمة الإسلام وكل منها تريد أن تحقق مصالح وتصل إلى مآربها. 7- أن هذا التداعى سوف يأخذ صورة الشهوة والهمة فى التكالب على أمتنا وأن الدافع إليه هو المصلحة وجنى الفائدة. 8- يشير الحديث أنه سيكون لدى أمة الإسلام من الخيرات ما يجعل تلك الأمم تتداعى علينا. وهذا يستدل من وجه الشبه الذى ساقه لنا النبى صلى الله عليه وسلم. فالتداعى إلى القصعة دليل وجود خير فيها. 9- يخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم بتداول الأمم علينا الواحدة تلو الأخرى ، وعلى مر العصور ، بينما أمة الإسلام هى الباقية فبعد أن زال ملك كسرى وقيصر تداعت علينا أمم أوربا فى الحروب الصليبية ، وتداعى علينا المغول فيما عرف بالتتار ولكنهم زالوا ودخل الباقون منهم فى الإسلام ، وتداعى علينا المستعمرون بدءاً بالإسبان والبرتغاليين فلما انكسرت شوكتهم ورثهم فى حملاتهم الصليبية الإنجليز والفرنسيين ولحقهم الإيطاليون والألمان ، والآن يتداعى علينا اليهود والأمريكان. دولة بعد أخرى ، وأمة بعد أخرى بينما أمة الإسلام هى الباقية. 10- يخبرنا – صلى الله عليه وسلم – أن سبب ضعفنا هو حب الدنيا والركون إليها ونسيان الدار الآخرة. 11- الإخبار بقرب وقوع هذا الشئ وأنه ليس ببعيد. 12- التباين والاختلاف بين حال النبى – صلى الله عليه وسلم – والمسلمين حال ذكر الحديث وبين ما يخبرنا به الحديث فى الزمن الآتى. فالنبى – صلى الله عليه وسلم – عندما ذكر لنا هذا الحديث كان المسلمون فى عزة وفى منعة وكانت لهم الصولة والجولة وكونه – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا بنقيض الحال الذى هم عليه ثم يقع ما أخبرنا به حرفياً فليس فى هذا أدنى شك أن هذا الكلام لا يأتى به من عند نفسه بل هو من عند خالق السماء والأرض ، فلا شك فى نبوته ولا شك فى دعوته كذلك لا شك فى صحة الأحاديث التى وصلتنا بهذه الأخبار. <!-- / message --><!-- sig --> |
#12
|
|||
|
|||
3199 - لما نزلت : { إذا جاء نصر الله والفتح } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها ، فقال : إنه قد نعيت إلي نفسي ، فبكت ثم ضحكت ، قالت : وأخبرني أنه نعي إليه نفسه فبكيت ، فقال لي : اصبري فإنك أول أهلي لاحقا بي ، فضحكت
الراوي: فاطمة بنت رسول الله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 7/167 175895 - اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم . فلم يغادر منهن امرأة . فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال " مرحبا بابنتي " فأجلسها عن يمينه أو عن شماله . ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة . ثم إنه سارها فضحكت أيضا . فقلت لها : ما يبكيك ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن . فقلت لها حين بكت : أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين ؟ وسألتها عما قال فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى إذا قبض سألتها فقالت : إنه كان حدثني " أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة . وإنه عارضه به في العام مرتين . ولا أراني إلا حضر أجلي . وإنك أول أهلي لحوقا بي . ونعم السلف أنا لك . فبكيت لذلك . ثم إنه سارني فقال " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين . أو سيدة نساء هذه الأمة " ؟ فضحكت لذلك . الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2450 <!-- / message --><!-- sig --> |
#13
|
|||
|
|||
111703 - أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذ بن رواحة فأصيب ) . وعيناه تذرفان : ( حتى أخذها سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم ) .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3757 |
#14
|
|||
|
|||
1870 - إنكم ستفتحون مصر . وهي أرض يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها . فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا . فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة ، فاخرج منها . قال : فرأيت عبدالرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة ، يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها .
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2543 126330 - إذا افتتحتم مصرفاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما الراوي: كعب بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح على شرط الشيخين - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1374 <!-- / message --><!-- sig --> |
#15
|
|||
|
|||
- كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص ، و سئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله نكتب ، إذ سئل رسول الله : أى المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله : مدينة هرقل تفتح أولا : يعني قسطنطينية
الراوي: أبو قبيل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4<!-- / message --><!-- sig --> |
#16
|
|||
|
|||
- بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ، فقال : ( يا عدي ، هل رأيت الحيرة ) . قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عليها ، قال : ( فإن طالت بك الحياة ، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة ، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله - قلت فيما بيني وبين نفسي : فأين دعار طيء الذين قد سعروا في البلاد - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ) . قلت : كسرى بن هرمز ؟ قال : ( كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بك حياة ، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة ، يطلب من يقبله فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ، فيقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى ، فيقول : ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ) . قال عدي : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد شق تمرة ، فبكلمة طيبة ) . قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم الحياة ، لترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
الراوي: عدي بن حاتم الطائي - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3595<!-- / message --><!-- sig --> |
#17
|
|||
|
|||
122514 - قام من عندي جبريل قبل : فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات
الراوي: نجي بن سلمة الحضرمي - خلاصة الدرجة: صحيح بمجموع طرقه - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1171 78006 - أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطيء الفرات الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 219 |
#18
|
|||
|
|||
جزبت خيرا
|
#19
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#20
|
|||
|
|||
نعم أخى : إنه من الجيد أن نعرف.
وشكرا لمرورك الكريم.
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
اول من دون السنة النبوية | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | قسم المجتمع والعلاقات الإنسانية | 0 | 2019-12-31 04:05 PM |