للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حكم العمليات الإستشهادية مع الشيخ العلامة حمود عقلاء الشعبي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. <!--[if !supportLineBreakNewLine]--> <!--[endif]--> <o:p> </o:p> حكم العمليات الإستشهادية [الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله] فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي - حفظه الله من كل سوء - يقوم المجاهدون في فلسطين والشيشان وغيرهما من بلاد المسلمين بجهاد أعدائهم والإثخان بهم بطريقة تسمى العمليات الاستشهادية. وهذه العمليات هي ما يفعله المجاهدون من إحاطة أحدهم بحزام من المتفجرات، أو ما يضع في جيبه أو أدواته أو سيارته بعض القنابل المتفجرة ثم يقتحم تجمعات العدو ومساكنهم ونحوها، أو يظهر الاستسلام لهم ثم يقوم بتفجير نفسه بقصد الشهادة ومحاربة العدو والنكاية به. فما حكم مثل هذه العمليات؟ وهل يعد هذا الفعل من الانتحار؟ وما الفرق بين الانتحار والعمليات الاستشهادية؟ جزاكم الله خيرا وغفر لكم. <!--[if !supportLineBreakNewLine]--> <!--[endif]--> * * *<o:p></o:p> الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: قبل الإجابة على هذا السؤال لابد أن تعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه، فيجتهد العلماء على تنـزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف، قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقال عليه الصلاة والسلام عن القرآن: (فيه فصل ما بينكم). وان العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه وهو من انجح الوسائل الجهادية ومن الوسائل الفعّالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم،ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم ولما فيها من التنكيل والإغاضة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجهادية. ويدل على مشروعيتها أدلة من القرآن والسنة والإجماع ومن الوقائع والحوادث التي تنـزّل عليها وردت وأفتى فيها السلف كما سوف نذكره إن شاء الله. أولا: الأدلة من القرآن: 1) منها قوله تعالى: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد)، فإن الصحابة رضي الله عنهم أنزلوها على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرر بنفسه في ذلك، كما قال عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم كما رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم [1]. 2) قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون..) الآية، قال ابن كثير رحمه الله: حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله. 3) قوله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، والعمليات الاستشهادية من القوة التي ترهبهم. 4) قال تعالى في الناقضين للعهود: (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون). ثانيا: الأدلة من السنة: 1) حديث الغلام وقصته معروفة وهي في الصحيح، حيث دلهم على طريقة قتله فقتلوه شهيدا في سبيل الله، وهذا نوع من الجهاد، وحصل نفع عظيم ومصلحة للمسلمين حيث دخلت تلك البلاد في دين الله، إذ قالوا: آمنا برب الغلام. ووجه الدلالة من القصة أن هذا الغلام المجاهد غرر بنفسه وتسبب في ذهابها من أجل مصلحة المسلمين، فقد علّمهم كيف يقتلونه، بل لم يستطيعوا قتله إلا بطريقة هو دلهم عليها فكان متسبباً في قتل نفسه، لكن أُغتفر ذلك في باب الجهاد، ومثله المجاهد في العمليات الاستشهادية، فقد تسبب في ذهاب نفسه لمصلحة الجهاد، وهذا له أصل في شرعنا، إذ لو قام رجل واحتسب وأمر ونهى واهتدى الناس بأمره ونهيه حتى قتل في ذلك لكان مجاهدا شهيدا، وهو مثل قوله عليه الصلاة والسلام:(افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). 2) فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة، فإنه اُحتمل في تُرس على الرماح والقوة على العدو فقاتل حتى فتح الباب، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، وقصته مذكورة في سنن البيهقي في كتاب السير باب التبرع بالتعرض للقتل [2]، وفي تفسير القرطبي [3]، "أسد الغابة" [4] تاريخ الطبري. 3) حمل سلمة ابن الأكوع والأخرم الأسدي وأبي قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن ومن معه، وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (خير رجّالتنا سلمة) متفق عليه. قال ابن النحاس: (وفي الحديث الصحيح الثابت: أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده وان غلب على ظنه انه يقتل إذا كان مخلصا في طلب الشهادة كما فعل سلمة بن الأخرم الأسدي، ولم يعب النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينه الصحابة عن مثل فعله، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله فإن النبي عليه الصلاة والسلام مدح أبا قتادة وسلمة على فعلهما كما تقدم، مع أن كلاً منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأنّ إلى أن يلحق به المسلمون) [5] اهـ 4) ما فعله هشام بن عامر الأنصاري لما حمل بنفسه بين الصفين على العدو الكثير فأنكر عليه بعض الناس وقالوا: ألقى بنفسه إلى التهلكة، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما وتليا قوله تعالى: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله... الآية) [6]. 5) حمل أبي حدرد الأسلمي وصاحيبه على عسكر عظيم ليس معهم رابع فنصرهم الله على المشركين ذكرها ابن هشام في سيرته وابن النحاس في المشارع [7]. 6) فعل عبدالله بن حنظلة الغسيل حيث قاتل حاسراً في إحدى المعارك وقد طرح الدرع عنه حتى قتلوه، ذكره ابن النحاس في المشارع [8]. 7) نقل البيهقي في السنن [9] في الرجل الذي سمع من أبي موسى يذكر الحديث المرفوع: (الجنة تحت ظلال السيوف). فقام الرجل وكسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل. 8) قصة أنس بن النضر في وقعة أحد قال: واهاً لريح الجنة، ثم انغمس في المشركين حتى قتل [10]. ثالثا: الإجماع: نقل ابن النحاس في مشارع الأشواق [11] عن المهلب قوله: (قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد). ونقل عن الغزالي في الإحياء قوله: (ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل). ونقل النووي في شرح مسلم الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد، ذكره في غزوة ذي قرد [12]. هذه الحوادث السبع السابقة مع ما نُقل من الإجماع هي المسألة التي يسميها الفقهاء في كتبهم مسألة حمل الواحد على العدو الكثير، وأحيانا تسمى مسألة الانغماس في الصف، أو مسألة التغرير بالنفس في الجهاد. قال النووي في شرح مسلم باب ثبوت الجنة للشهيد [13] قال: (فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء) اهـ ونقل القرطبي في تفسيره جوازه عن بعض علماء المالكية - أي الحمل على العدو - حتى قال بعضهم: إن حمل على المائة أو جملة العسكر ونحوه وعلم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون فجائز أيضا، ونقل أيضا عن محمد بن الحسن الشيباني قال: (لو حمل رجل واحد على الألف من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو) [14]. ووجه الاستشهاد في مسألة الحمل على العدو العظيم لوحده وكذا الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك أنها منطبقة على مسألة المجاهد الذي غرر بنفسه وانغمس في تجمع الكفار لوحده فأحدث فيهم القتل والإصابة والنكاية. وقائع وحوادث تنزل عليها العمليات الاستشهادية: أولا مسألة التترس: فيما لو تترس جيش الكفار بمسلمين واضطر المسلمون المجاهدون حيث لم يستطيعوا القتال إلا بقتل التُرس من المسلمين جاز ذلك. قال ابن تيمية في الفتاوى [15] قال: (ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم...) اهـ وقال ابن قاسم في حاشية الروض [16]: (قال في الإنصاف: وإن تترسوا بمسلم لم يجز رميهم إلا أن نخاف على المسلمين فيرميهم ويقصد الكفار وهذا بلا نزاع) اهـ ووجه الدلالة في مسألة التترس لما نحن فيه أنه يجوز للتوصل إلى قتل الكفار أن نفعل ذلك ولو كان فيه قتل مسلم بسلاح المسلمين وأيدي المسلمين، وجامع العلة والمناط أن التوصل إلى قتل العدو والنكاية به إنما يكون عن طريق قتل التُرس من المسلمين فحصل التضحية ببعض المسلمين المتترس بهم من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، وهذا أبلغ من إذهاب المجاهد نفسه من العمليات الاستشهادية من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به. بل إن قتل أهل التُرس من المسلمين أشد لأن قتل المسلم غيره أشد جرما من قتل المسلم لنفسه، لأن قتل الغير فيه ظلم لهم وتعدٍ عليهم فضرره متعد. وأما قتل المسلم نفسه فضرره خاص به ولكن اُغتفر ذلك في باب الجهاد وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل النكاية في العدو مثله أو أسهل منه. فإذا كان فعل ما هو أعظم جرما لا حرج في الإقدام عليه فبطريق الأولى ألا يكون حرجا على ما هو أقل جرما إذا كان في كليهما المقصد هو العدو والنكاية لحديث: (إنما الأعمال بالنيات). وفي هذا رد على من قال في مسألة الانغماس والحمل على العدو أن المنغمس يُقتل بأيدي الكفار وسلاحهم! فنقول ومسألة التترس يقتل بأيدي المسلمين وسلاحهم ومع ذلك لم يعتبروا قتل المسلمين المتترس بهم من باب القتل الذي جاء الوعيد فيه. ثانيا: مسألة البيات: ويقصد بها تبيت العدو ليلا وقتله والنكاية فيه وإن تضمن ذلك قتل من لا يجوز قتله من صبيان الكفار ونسائهم. قال ابن قدامة: (يجوز تبييت العدو)، وقال أحمد: (لا بأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات)، وقال: (لا نعلم أحداً كره البيات) [17]. ووجه الدلالة أنه إذا جاز قتل من لا يجوز قتله من أجل النكاية في العدو وهزيمته، فيقال؛ وكذلك ذهاب نفس المجاهد المسلم التي لا يجوز إذهابها لو ذهبت من أجل النكاية جائز أيضا، ونساء الكفار وصبيانهم في البيات قتلوا بأيدي من لا يجوز له فعله لولا مقاصد الجهاد والنيات. الخلاصة: دل ما سبق على أنه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وإذهابها من أجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وأيديهم كما في الأدلة السابقة في مسألة التغرير والانغماس، أو بسلاح المسلمين وأيديهم كما في مسألة التترس أو بدلالةٍ تسبب فيها إذهاب نفسه كما في قصة الغلام، فكلها سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اُغتفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد، ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب. أما مسألة قياس المستشهد في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر فهذا قياس مع الفارق، فهناك فروق بينهما تمنع من الجمع بينهما. فهناك فرق بين المنتحر الذي يقتل نفسه جزعا وعدم صبر أو تسخطا على القدر أو اعتراضا على المقدور واستعجالا للموت أو تخلصا من الآلام والجروح والعذاب أو يأسا من الشفاء بنفس خائفة يائسة ساخطة في غير ما يرض الله. وبين نفس المجاهد في العملية الاستشهادية بنفس فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة وما عند الله ونصرة الدين والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله لا يستوون. قال تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون)، وقال تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)، وقال تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). نسأل الله أن ينصر دينه ويعز جنده ويكبت عدوه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أملاه فضيلة الشيخ؛ أ. حمود بن عقلاء الشعيبي 2 / 2 / 1422 هـ [1] تفسير القرطبي 2 / 361 [2] 9 / 44 [3] 2 / 364 [4] 1 / 206 [5] مشارع الأشواق (1 / 540) [6] مصنف ابن أبي شيبة (5 / 303، 322) سنن البيهقي (9 / 46) [7] 1 /545 [8] 1 / 555 [9] 9 / 44 [10] متفق عليه [11] 1 / 588 [12] 12 / 187 [13] 13 / 46 [14] تفسير القرطبي 2 / 364 [15] 20 / 52 و 28 / 537، 546 [16] 4 / 271 [17] المغني مع الشرح 10 / 503 منقول <!--[if !supportLineBreakNewLine]--> <!--[endif]-->
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الاستشهادية فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى : تعلمون ما يحصل للفلسطينيين في هذا الوقت من الإجرام اليهودي والسكوت العربي المخزي . فهل في العمليات الفدائية ضد اليهود مخالفة شرعية ؟ الجواب : اليهود المرذولون مجمع النقائص والعيوب ومرتع الرذائل والشرور وهم أشد أعداء الله على الإسلام وأهله . قال تعالى { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ....} المائدة . وقد أوجب الله قتالهم وجهادهم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى . وهذا حين يقبع أعداء الله في ديارهم ولا ينقضون العهد والميثاق ولا يسلبون أموال المسلمين و يغتصبون ديارهم قال تعالى { قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآْخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) } التوبة. فأما حين يضع أعداء الله سيوفهم في نحور المسلمين ويرعبون الصغير والكبير ويغتصبون الديار وينتهكون الأعراض ففرض على أهل القدرة من المسلمين قتالهم وسفك دمائهم والجهاد الدائم حتى التحرير الشامل لفلسطين وعامة بلاد المسلمين . ولا يجوز شرعاً التنازل لليهود عن أيّ جزء من أراضي المسلمين ولا الصلح معهم فهم أهل خديعة ومكر ونقض للعهود . وأرى في وقت تخاذل المسلمين عن قتال اليهود والتنكيل بهم وإخراجهم عن الأرض المقدسة أن خير علاج وأفضل دواء نداوي به إخوان القردة والخنازير القيام بالعمليات الاستشهادية وتقديم النفس فداءً لدوافع إيمانية وغايات محمودة من زرع الرعب في قلوب الذين كفروا وإلحاق الأضرار بأبدانهم والخسائر في أموالهم . وأدلة جواز هذه العمليات الاستشهادية كثيرة وقد ذكرت في غير هذا الموضع بضعة عشر دليلاً على مشروعية الإقدام على هذه العمليات وذكرت ثمارها والإيجابيات في تطبيقها . قال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) } البقرة . وفي المنقول عن الصحابة وأئمة التابعين في معنى هذه الآية دليل قوي على أن من باع نفسه لله وانغمس في صفوف العدو مقبلاً غير مدبر ولو تيقن أنهم سيقتلونه أنه محسن في ذلك مدرك أجر ربه في الصابرين والشهداء المحتسبين . وفي صحيح مسلم ( 3005 ) من طريق حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ( الملك والساحر والراهب والغلام ... الحديث وفيه فقال الغلام الموّحد للملك الكافر "إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به" , قال : "وماهو ؟" . قال : "تجمع الناس في صعيد واحد , وتصلبني على جذع , ثم خذ سهماً من كنانتي , ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني" . فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : "باسم الله رب الغلام" , ثم رماه فوقع السهم في صُدْغه فوضع يده في صُدْغه في موضع السهم فمات . فقال الناس : "آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام " . فأتي الملك فقيل له : "أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرُك . قد آمن الناس" . فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخُدّت وأضرم النيران وقال : "من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا" .. حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : "يا أمه اصبري فإنك على الحق" ) . ففي هذا دليل على صحة هذه العمليات الاستشهادية اللتي يقوم بها المجاهدون في سبيل الله القائمون على حرب اليهود والنصارى والمفسدين في الأرض . فإن الغلام قد دل الملك على كيفية قتله حين عجز الملك عن ذلك بعد المحاولات والاستعانة بالجنود والأعوان . ففعلُ الغلام فيه تسبب في قتل النفس والمشاركة في ذلك , والجامع بين عمل الغلام والعمليات الاستشهادية واضح فإن التسبب في قتل النفس والمشاركة في ذلك حكمه حكم المباشرة لقتلها . والغاية من الأمرين ظهور الحق ونصرته والنكاية باليهود والنصارى والمشركين وأعوانهم وإضعاف قوتهم وزرع الخوف في نفوسهم . والمصلحة تقتضي تضحية المسلمين المجاهدين برجل منهم أو رجالات في سبيل النكاية في الكفار وإرهابهم وإضعاف قوتهم قال تعالى { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ...} الأنفال . وقد رخص أكثر أهل العلم أن ينغمس المسلم في صفوف الكفار ولو تيقن أنهم يقتلونه والأدلة على ذلك كثيرة . وأجاز أكثر العلماء قتل أسارى المسلمين إذا تترس بهم العدو الكافر ولم يندفع شر الكفرة وضررهم إلا بقتل الأسارى المسلمين فيصبح القاتل مجاهداً مأجوراً والمقتول شهيداً . والله أعلم . أخوكم سليمان بن ناصر العلوان 10 / 7 / 1421هـ
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#3
|
|||
|
|||
يا حفيد الصحابة جعلك الله كالذين انتسبت لهم
بالحق يعرف الرجال و ليس بالرجال يعرف الحق. هذه الفتاوى التي أوردتها في هذا المقال كتبت رسالة خاصة في الرد عليها و نقدها تشرفني قراءتك لها و مناقشتك معي لهذه الرسالة لنصل معا بعون الله إلى ما فيه الصواب و العدل الذي شرعه الله تعالى شرط : ألا نتحدث في الأشخاص و لا في الأعيان و الجماعات و إنما فقط في المصدرين "القرآن" و "السنة" أخوك التميمي |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. اقتباس:
اولا بدات الكلام بلا سلام ثم ناديتني باسمي بدون استعمال اخ او حتى زميل. و هذا مؤشر يدعو الى تساءل خصوصا إن كان هذا المحاور مشرف باعتباره هو النموذج و القدوة للاعضاء. ثانيا يا عبد الله ماذا تقصد بهذا الدعاء؟ من هؤلاء الذين دعوت لي الى الانتساب اليهم؟ اريد توضيح ؟ اقتباس:
صحيح كلنا نبحث عن الحق لكن بعيد عن الحق الذي يروج له الحكام و أعوانهم. الحق الذي وصانا به الاسلام بعيدا عن الدعاية أو ترويج لبضاعة الحكام. .. اقتباس:
لم أفهم جيدا كلامك على أي أنا أوردت فتاوى لكلام علماء ثقات مشهود لهم بالعلم و في قول الحق و لعل أحدهم لا يزال يقبع في سجون خادم آل سعود فك الله أسرى علماء الربانيين و انتقم الله من الظلمة و علماء البلاط و السلاطين. على أي شيء تريدني ان أحاورك انت شخص غير معروف و العلماء الذين أوردت فتاواهم معروفون اذن على أي أساس سوف يكون هذا الحوار و ما الداعي له؟ إن كنت تعارض العمليات الاستشهادية و تعتبرها انتحارية فهذا شأنك و أنت مسؤول عن قناعتك أمام الله. كما هي شأني و أنا أيضا مسؤول عن قناعتي أمام الله . و أفتخر بهؤلاء الابطال الذين يقومون بتلك العمليات الاستشهادية البطولية للتنكيل بالاعداء و بث الرعب في صفوفهم. و هذه قناعتي مغروسة في دمي و لحمي و عظمي و منقوشة في عقلي و مخي و لن أتنازل عليها قيد أنملة. و لست ملزما لأن أقنع غيري بها. كل حر في قناعته و كل مسؤول عنها. لذا فالحوار إن كان هدفه هو تغيير هذه القناعة فأقول لك بأنه سيكون مجرد جدال عقيم و مضيعة للوقت و الجهد. لأني أؤمن بالعمليات الاستشهادية التي تكون فقط ضد الاعداء كالصهاينة و الامريكان و كل عدو يحارب الاسلام. ارجو ان يكون كلامي واضح ملحوظة: لعلمك اني انسحبت من عدة منتديات لتطاول بعض اعضائها على المجاهدين و تقديسهم للحكام و تبني إدارات تلك المنتديات لهكذا افكار مسمومة . و المنتدى الذي يطعن في المجاهدين و يعظم الحكام أشك في أهدافه و في خلفياته السياسية . و أعتبره مجرد منتدى للدفاع عن الحكام تحت ستار الاسلام و الدفاع عن الصحابة الكرام مستغلا عاطفة المسلمين لدينهم لترويج مشروعه و مصالحه الشخصية . لهذا انا لا أحب أن يستغلني أحد لأهدافه او مآربه المشبوهة هدفي الوحيد هو الدفاع عن الاسلام و الذب عن السنة و الصحابة فقط لغير .
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. سؤال فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى .. ذكر بعض أهل العلم أن العمليات الفدائية القائمة في فلسطين والشيشان محرمة وسماها بالعمليات الانتحارية فما هو قولكم في ذلك ؟<o:p></o:p> <o:p></o:p> بسم الله الرحمن الرحيم <o:p></o:p> الجواب : حين نرجع إلى كتب اللغة وعلماء الشريعة وننظر في تعريف المنـتحر لغة وشرعاً لا نرى تشابهاً بين المنتحر الذي يقتل نفسه طلباً للمال أو جزعاً من الدنيا ، وبين الفدائي الذي بذل نفسه وتسبب في قتلها من أجل دينه وحماية عرضه . <o:p></o:p> والتسوية بين الانتحار المحرم شرعاً بالكتاب والسنة والإجماع وبين العمليات الاستشهادية تسوية جائرة وقسمة ضيزى . ومعاذ الله أن يستوي رجل قتل نفسه في سبيل الشيطان وآخر قدّم نفسه ودمه في طاعة الرحمن ، فو الله ما استويا ولن يتساويا ، فالمنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه وهواه نتيجة للجزع وعدم الصبر وقلة الإيمان بالقضاء والقدر ونحو ذلك ، وذاك الفدائي يقتل نفسه أو يتسبب في قتلها بحثاً عن التمكين للدين وقمعاً للأعداء وإضعافاً لشوكتهم وزعزعة لسلطانهم وكسراً لباطلهم . <o:p></o:p> وأيّ فرق في الشرع بين العمليات الاستشهادية وبين الاقتحام على العدو مع غلبة الظن بالموت وقد تواترت الأدلة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الاقتحام والانغماس في العدو وقتالهم وظاهر هذا ولو تحقق أنهم يقتلونه ويريقون دمه . <o:p></o:p> فإن قيل هذا المنغمس في العدو قُتل بيد العدو وذاك الفدائي بفعله فيقال ثبت في الشرع أن المتسبب في قتل النفس والمشارك في ذلك حكمه حكم المباشر لقتلها ، وهذا قول أكثر أهل العلم وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد فكلهم قالوا بوجوب القصاص على المتسبب بالقتل قصداً كأن يحفر بئراً ليقع فيها فلان ، فوقع فمات . وخالف في ذلك بعض أهل العلم فقال بتحريم التسبب بالقتل ووجوب الدية ولكنه لا يوجب قصاصاً .. وفيه نظر . فقول الجمهور أقوى دلالة وأظهر حجة وهو الذي أفتى به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأدلته كثيرة يمكن مراجعتها في كتب الفقهاء فليس هذا مجال الاستطراد في تقريرها فالقليل يرشد إلى الكثير والأصل دليل على الفرع . <o:p></o:p> وخلاصة الأمر أن من ألقى بنفسه في أرض العدو أو اقتحم في جيوش الكفرة المعتدين أو لغم نفسه بمتفجرات بقصد التنكيل بالعدو وزرع الرعب في قلوبهم ومحو الكفر ومحق أهله وطردهم من أراضي ومقدسات المسلمين فقد نال أجر الشهداء الصابرين والمجاهدين الصادقين . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( منْ خير مَعَاش الناس لهم رجل ممسكُُ عِنَان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانّه .. ) . رواه مسلم ( 1889 ) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن بعجة بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه . <o:p></o:p> فيا أهل الجهاد ويا أهل الاستشهاد ويا أهل الغيرة على حرمات المسلمين ومقدساتهم صبراً فهي موتة واحدة فلتكن في سبيل الله قال تعالى { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) } . <o:p></o:p> وروى الإمام مسلم في صحيحه ( 1915 ) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ... ) . <o:p></o:p> والمقصود أن العمليات الاستشهادية القائمة في فلسطين والشيشان وبلاد كثيرة من بلاد المسلمين هي نوع من الجهاد المشروع وضرب من أساليب القتال والنكاية بالعدوقال تعالى { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) } . <o:p></o:p> وقد أثبتت هذه العمليات فوائدها وآتت ثمارها وعمتّ مصلحتها وأصبحت ويلاً وثبوراً على اليهود المغتصبين وإخوانهم النصارى المفسدين ، وهي أكثر نكاية بالكفار من البنادق والرشاشات وقد زرعت الرعب في قلوب الذين كفروا حتى أصبح اليهود وأعداء الله يخافون من كل شيء وينتظرون الموت من كل مكان ، زيادة على هذا هي أقل الأساليب الشرعية خسائر وأكثر فعّالية . <o:p></o:p> وقد ذكرت بعض الدراسات أن هذه العمليات كانت سبباً في رحيل بعض اليهود من أراضي المسلمين في فلسطين وأدت هذه العمليات إلى تقليل نسبة الهجرة إلى أرض فلسطين والإقامة فيها . <o:p></o:p> وهذا دليل على تحقق المصالح الكثيرة في هذه العمليات الشريفة . <o:p></o:p> وقد بحثت هذه المسألة في غير موضع وذكرت عشرات الأدلة على جواز مثل هذه العمليات ومشروعيتها فلا حرج في الإقدام عليها في سبيل قهر اليهود والنصارى ولا سيما الإسرائيليون المعتدون الذين يعتقدون أنهم لا يقهرون وأن دولتهم خلقت لتبقى . <o:p></o:p> قاله <o:p></o:p> سليمان بين ناصر العلوان فكَّ الله تعالى أسره. 7 / 2 / 1422 هـ <!-- / message --> <!-- sig --> __________________
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#6
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الإستشهادية للشيخ محمد حسان http://www.youtube.com/watch?v=gOxKwlIbZy4 الشيخ حسان يقول على الذي يصف الاستشهادي ب "الانتحاري" بانه كذاب و يكذب على الله. فاتقوا الله يا من تطعنون في المجاهدين اتقوا الله يا من بعتم دنياكم بدنيا غيركم. و لا حول و لا قوة الا بالله العظيم
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الفدائية التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين رقم الفتوى ( 5580) <table dir="rtl"><tbody><tr><td valign="top"> </td><td> سؤال: فيما يخص العمليات الفدائية التي يقوم بها إخواننا في <sindex stype="أماكن" svalue="فلسطين" معياري="فلسطين"> فلسطين </sindex> ما حكمها؟ وهل هي عملية استشهادية أم انتحارية؟ علمًا بأني قرأت أن سماحة شيخنا المفتي <sindex stype="فقهاء معاصرون" svalue="عبد العزيز آل الشيخ" معياري="عبد العزيز آل الشيخ "> عبد العزيز آل الشيخ </sindex> حفظه الله ـ لم يجز هذا العمل. أرجو التوضيح. </td></tr></tbody></table> الاجابـــة هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ <!---رقم الفتوى> (4406) </رقم الفتوى---> سؤال: كثيرًا ما يقوم إخواننا في <sindex stype="أماكن" svalue="فلسطين" معياري="فلسطين"> فلسطين </sindex> بوضع مواد مُفجرة في أجسادهم ثم يلقون بأنفسهم في جمع من اليهود ليقتلوا بعضهم، فهل هذا العمل الانتحاري جائز؟ وهل يُعتبر فاعل ذلك شهيد؟ <!--hr dir=right align=right color=red width=250--> وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد: فقد عُرف ما يقوم به اليهود أعداء الله ورسوله وأعداء الإسلام والمسلمين من الاضطهاد والإذلال والإهانة للمسلمين في <sindex stype="أماكن" svalue="فلسطين" معياري="فلسطين"> فلسطين </sindex> من قتل وهدم للمنازل وإذلال للمُسلمين وإيذاء لهم بحيث أنهم يتمنَّون مع هذا الإذلال ما يُريحهم ويُريح أولادهم وذراريهم من هذا العذاب، فلأجل ذلك يعملون هذه الأعمال الانتحارية رجاء أن يُخفف اليهود من هذه الأعمال الشرسة على المُسلمين، فنرى أن هذا الانتحار جائز وأن فاعل ذلك يُرجى أن يكون شهيدًا لأنه قتل كثيرًا من اليهود وأذلَّهم وأخافهم، فيدخل في قول الله تعالى: <sindex stype="آيات" svalue="وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" معياري="وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "> وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ </sindex> فهذا الإرهاب لأعداء الله داخلٌ في هذه الآية الكريمة، وقد كان المسلمون إذا تقابلوا مع الكُفَّار يدخل أحدهم في صفوف العدو ومعه سيفه وهو يعلم أنه سوف يُقتل ولكنه قبل قتله يقتل منهم عددًا ويجرح آخرين، فهكذا وضع هؤلاء المواد المُتفجرة في أجسادهم ثم تفجيرها في صفوف العدو فيقتلون ويُقتلون ولعلهم يدخلون في الشُهداء الذين قال الله فيهم: <sindex stype="آيات" svalue="إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم" معياري="إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة "> إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ </sindex> . <table width="100%" align="center" border="0" cellpadding="1" cellspacing="1"><tbody><tr><td width="45%" valign="top"> </td> <td width="10%" valign="top"> </td> <td width="45%" align="center" valign="top"> عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين </td></tr></tbody></table> رابط الشيخ رحمه الله http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?vie...80&parent=4164
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#8
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الاستشهادية سؤال س7- أثيرت مؤخرا مسألة حكم العمليات الاستشهادية في فلسطين، فهل لكم أن تلخصوا لنا اجتهادكم في هذه المسألة النازلة؟ الجواب العمليات الاستشهادية جائزة بشرط أن تنكى في العدو، حتى لا تكون مفسدة قتل المجاهد نفسه لاتقابلها مصلحة أرجح منها، وأرى أن المسألة ليست نازلة، فعلماء الإسلام وفق ما نقلت من فتاواهم كما نشرته في الجواب على سؤال وارد من قبل، أفتوا بجواز أن يعرض المجاهد نفسه للموت المحقق في مواجهة العدو حتى ولو كان هو لايرجو نجاة، إذا كان في ذلك مصلحة جهادية كإرهاب العدو أو فتح نقب للمسلمين في الحصن يمكنهم من فتحه، أو القضاء على عقبة كبيرة أمام الجهاد، مثل ذلك المجاهد الذي ضحى بنفسه وهو يعلم، لقتل الفيل الذي كانت تفر منه خيول المسلمين في إحدى الغزوات، وهذا الحكم الشرعي مبني على ما يلي : أولا : أن قتل النفس محرم إذا كان إزهاقا للنفس يأسا من روح الله تعالى، فالمنتحر إذا قتل نفسه جزعا من مصيبة يائسا من الحياة، فهذا يعني أنــــه : ــ إما لايثق بقدرة الله تعالى على إخراجه من البلاء، فكأنه لايؤمن بالتوكل على الله تعالى . ــ وإما أن يعتقد أن ذنوبه تمنع من استجابة الله له، فهو يائس من قبول الله تعالى لتوبته، وهذان أمران محرمان أشد التحريم، ولهذا كان المنتحر بقتل نفسه يأسا مستوجبا لدخول النار .ومن هنا فإذا كان المجاهد يريد قتل نفسه من أجل أن يتوصل بذلك إلى قتل أعداء الله تعالى ونصر دينه وإعلاء كلمته، فإنه راغب فيما عند الله تعالى أشد الرغبة، مشتاق إلى لقائه، فهو ضد المنتحر تماما، فكيف يكون له حكمه . ثانيا : أن الجهاد أصلا مبني على التسامح في حصول مفسدة قتل النفس من أجل تحصيل مصلحة إعلاء كلمة الله تعالى، فالجهاد أصلا يعني أصلا التعرض للقتل، ويدل على هذا قصة الغلام مع الملك، فإن الغلام دل الملك على ما يمكنه من قتل الغلام ورجح مصلحة علو أمر الدين على مفسدة تسببه في قتل نفسه، ولهذا يشرع للمجاهد أن يتمنى الشهادة، ويضع نفسه في الجهاد مواضعا يطلبها، لأن الله تعالى يحب أن يرى المؤمن يطلب الموت لمرضاته، لأن ذلك غاية الإيمان وذروة سنامه، فإذا قتل المجاهد نفسه بغية أن يجعل ذلك سببا لقتل الأعداء معه أو زعيما من زعمائهم أو إفساد سلاح فتاك يقتل المسلمين ونحو ذلك مما فيه تحقيق مصلحة عامة للجهاد، داخل في نفس القاعدة الشرعية التي بني عليها مشروعية الجهاد . ثالثا : أن العلماء لما أجازوا أن ينغمس المجاهد في صف العدو طالبا للموت المحقق وهو لايرجو نجاة من أجل إرهابهم وتقوية المسلمين وتشجيعهم على الموت في سبيل الله، فيكون سببا في إتلاف نفسه لله، فذلك يدل على تجويز أن يقتل نفسه لقتل الأعداء معه بأن يكون مباشرا لقتل نفسه لله تعالى، لأن السبب والمباشرة في حكم القتل سواء في أحكام القصاص، فكذلك هنا في مسألتنا هذه .وينبغي أن نتذكر أن هذا السلاح اليوم أعني العمليات الاستشهادية مهم وخطير جدا، ويعين المسلمين في ظل الضعف العسكري على تكوين توازن الرعب مع عدوهم، لاسيما وفي إيمان المسلم من اليقين بما عند الله ما يحمله على طلب الموت في سبيل الله مالا يوجد مثله عند أي أمة أخرى، فلماذا ننزع هذا السلاح المؤثر والمهم من أيدي المسلمين، في وقت هم في أمس الحاجة إليه ؟!هذه هي الأصول الشرعية التي بنيت عليها الفتوى، والمسألة اجتهادية على أية حال، والله أعلم فضيلة الشيخ حامد العلي
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#9
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الاستشهادية السؤال فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله,, آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ كثر الحديث والجدل حول العمليات الاستشهادية, وأقيمت ندوات وحوارات وكتبت مقالات وطبعت نشرات.. مابين مؤيد ومعارض ومتحمس ومندفع ومتحفظ ومتردد... ولكلٍ آرائه وأنصاره.. وأصبحنا نرى ونسمع العجب..!! وفي هذه الأيام صدرت أقوال من بعض أهل العلم كــان لها مــاكــان من أثر.... فضيلة شيخنا الكـــريم نرجوا منكم وفقكم الله وأعانكم أن توضحوا لنا ما يلـــي: 1ـــ الحكم في هذ المسألة على ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة رحمهم الله تعالى 2ــــ حدود ومجال تنفيذها بمعنى هل تكون ضد الكفار في بلادهم فقط أو تكون ضدهم خارج حدودهم في بلاد لهم نفوذ ومصالح فيها؟ 3ــــ هل تقام ضد الأهداف العسكرية فقط أو على كل مايؤثر على العدو؟! 4ـــ هل تشمــل المدنيين أو الحربيين فقط؟؟ 5ــــ حد الإثخان فيها.. فإذا كان المقصود بهذه العملية رجل واحد ولكنه مهم بالنسبة للعدو كأن يكون قائداً كبيراً مثلاًً أو بارجةً... بخلاف لو كان الهدف عدداً كبيراً من العامة أو الأشياء التي لاتشكل أهمية للعدو فما هو المقياس في ذلك؟ 6ـــ هل يشترط إذن الوالدين فيها إذا كانت جائزة شرعاً؟ 7ـــ هل تجوز في بلاد المسلمين ضد غيرهم؟ 8ــــ هل يعتبر شهيداً من يقوم بها أم منتحراً؟ وهل ندعوا له ونترحم عليه؟ 9ـــ ماهو الاسم الشرعي والصحيح لها؟ 10ـــ هل يصرف على تخطيطها والإعداد لها من الزكاة أم من بيت مال المسلمين؟؟ أفتونا جزاكم الله خيـــــــــــــــــراً. والســــــــــــلام علـــــــــيكم ورحمة الله،،، الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مسألة ما يسمى بـ (العمليات الاستشهادية) من المسائل الحديثة التى لا تكاد تجد نصاً عليها في كتب الفقهاء المتقدمين، وذلك لأنها من أنماط المقاومة الحديثة التى طرأت بعد ظهور المتفجرات وتقدم تقنيتها. وهي في الغالب جزء مما يسمى بـ "حرب العصابات" التى تقوم بها مجموعات فدائية سريعة الحركة، وقد برزت أهمية مثل هذا اللون من المقاومة في الحرب الأهلية الأمريكية، وفي الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وصارت جزءاً من نظام الحروب الذي يدرس في المعاهد والأكاديميات الحربية. وقد احتاج إليها المسلمون على وجه الخصوص لأسباب عديدة: أ. منها ماجبلوا عليه من الفدائية والتضحية وحب الاستشهاد، ورخص الحياة عليهم إذا كانت ذليلة، فالموت العزيز لديهم خير من الحياة الذليلة. لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ. ب. ومنها مايتعرضون له في عدد من بلادهم من سطوة أعدائهم وجراءتهم عليهم نظراً لتخلفهم العلمي والتقني والحضاري، وتفوق أعدائهم في هذا المضمار، فصارت بعض البلاد الإسلامية كلأً مباحاً للمستعمرين والمحتلين، وهذا مانشاهده في أرض فلسطين المباركة، وفي كشمير، وفي أرض الشيشان، ومن قبل في أفغانستان، إضافة إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي من قبل. ج. ومنها ضيق الخيارات لديهم، فإن من عوامل قوة الإنسان أن تعدم الخيارات لديه أو تقل، وبهذا تطيب له الحياة، لأنه لا شيء لديه يخسره، وهذا يمنحه طاقة جديدة. ولهذا كثر التساؤل عن مثل هذه العمليات التي يسميها بعضهم "بالعمليات الاستشهادية" إيذاناً بمشروعيتها، ويسميها آخرون بـ "العمليات الانتحارية" إيذاناً بمنعها أو تقليداً لوسائل الإعلام. وقد اختلف فيها الفقهاء المجتهدون منعاً أو إذناً بحسب ماظهر لهم من النظر والترجيح. وبمراجعة الحالات المشابهة في النصوص الشرعية، و الوقائع التاريخية نجد مايمكن الاستئناس به في أمر هذه المسألة: 1. ففي مصنف ابن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق (وهو صدوق مدلس) عن عاصم بن محمد بن قتادة قال: قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله، مايضحك الرب من عبده؟ قال: غمسه يده في العدو حاسراً. قال: فألقى درعاً كانت عليه، فقاتل حتى قتل. وصححه ابن حزم في المحلى (7/294) وذكره الطبري في تاريخه (2/33) عن عوف بن الحارث، وهو ابن عفراء، وهكذا في سيرة ابن هشام (3/175). 2. وقد روى ابن حزم في المحلى (نفسه) عن أبي اسحاق السبيعي قال: سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب: أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة، وهم ألف، ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال البراء: لا، ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقي بيده، ويقول: لا توبة لي. قال: ولم ينكر أبو أيوب الأنصاري، ولا أبو موسى الأشعري أن يحمل الرجل وحده على العسكر الجرار، ويثبت حتى يقتل. 3. وقصة أبي أيوب في القسطنطينية معروفة مشهورة، وفيها أن رجلاً من المسلمين حمل على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب. فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل إنما نزلت فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض سراً، دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ماضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الآية… إلى آخر الحديث. وهو في سنن الترمذي (2898) وقال: حسن صحيح غريب. ورواه أبو داود (2151). 4. كما روى أهل السير، وابن المبارك في كتاب الجهاد (1/134) قصة البراء بن مالك وإلقاءه نفسه بين المرتدين من بني حنيفة. وفي بعض المصادر كالسير (1/196) وغيرها أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترسٍ على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة، فاقتحم إليهم، وشد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب الحديقة، وجرح يومئذٍ بضعةً وثمانين جرحاً، وأقام عليه خالد بن الوليد يومئذٍ شخصاً يداوي جراحه. ونحو هذا في ثقات ابن حبان ( 2/175 ) وتاريخ الطبري (2/281) وغيرهما. وقريب منه قصة البراء رضي الله عنه بتستر. 5. وروى أحمد عن أبي إسحاق، قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين، أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال: لا. لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى عليه وسلم فقال: « فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك » إنما ذاك في النفقة. 6. وقد جاء في صحيح مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل المعروف، قول الغلام ـ الذي عجزوا عن قتله ـ للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك قال: وماهو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني… الحديث، وفيه أن الملك فعل ما أمره به، فمات الغلام فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.. الحديث. والحديث في المسند(22805) وغيره. فهذا الغلام قد أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها قتله، ثم نفذها الملك، وتحقق بها ما رمى إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدما بلغهم خبره، وما أجرى الله له من الكرامة. 7. وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: « الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوهم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، إن ربك إذا ضحك إلى قومٍ فلا حساب عليهم ». رواه ابن أبي شيبة (4/569) و الطبراني، وأبو يعلى، وابن المبارك في الجهاد، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهم. وقال المنذري: رواته ثقات. 8. كما روى ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال: كنت عند عمر رضي الله عنه فقال... وفيه: يا أمير المؤمنين، ورجل شرى نفسه، فقال مدرك بن عوف: ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين، زعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر: كذب أولئك، ولكنه ممن اشترى الآخرة بالدنيا. 9. وقال محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163) أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين، ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية، فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة؟ ثم قال: لابأس بأن يحمل الرجل وحده، وإن ظن أنه يقتل، إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً، فيقتل أو يجرح أويهزم، فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ومدحهم على ذلك، وقيل لأبي هريرة : ألم ترى أن سعد بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل، وألقى بيده إلى التهلكة فقال: كلا، ولكنه تأوّل آيةً في كتاب الله { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ } [البقرة: 207] فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم ، فإنه لا يحلُّ له أن يحملَ عليهم، لأنه لا يحصل بحملته شيء مما يرجع إلى إعزاز الدين، ولكنه يقتل فقط، وقد قال تعالى: { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } [النساء: 29] فإذا كان لا ينكي لا يكون مفيداً فيما هو المقصود، فلا يسعه الإقدام عليه. 10. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو أن الجمهور صرحوا بأنه إذا كان لفرط شجاعته، وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يـجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن. ومتى كان مجرد تـهورٍ فممنوع، لا سـيما إن ترتب على ذلك وهن المسلمين. ( انظر: سبل السلام 2/473 ) 11. وقيده في حاشية الدسوقي (2/208) بأمرين: أ- أن يكون قصده إعلاء كلمة الله. ب-وأن يظن تأثيره فيهم. 12. وذكر ابن العربي (1/166) أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار: لأن فيه أربعة وجوه: الأول: طلب الشهادة. الثاني: وجود النكاية. الثالث: تجرئة المسلمين عليهم. الرابع: ضـعف نفوس الأعداء، ليروا أن هذا صنع واحد منهم، فما ظنك بالجميع؟ 13. وقال ابن تيمية كما في الأنصاف (4/116): يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين، وإلا نهي عنه، وهو من التهلكة. ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو. ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن، ما ليس كذلك. والذى يترجح من مجموعها ـ و الله أعلم ـ أنه يجوز القيام بعملية من هذا النوع المسؤول عنه بشروط تستخرج من كلام الفقهاء ، ومن أهمها: 1) أن يكون ذلك لإعلاء كلمة الله. 2) أن يغلب على الظن، أو يجزم، أن في ذلك نكاية بالعدو، بقتل أو جرح أو هزيمة أوتجريءٍ للمسلمين عليهم أو إضعاف نفوسهم حين يرون أن هذا فعل واحد فكيف بالجماعة. وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم، خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم، بل لابد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الاسلام وحماته وأوليائه. 3) أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين، فإن الكفار أنواع: منهم المحاربون، ومنهم المسالمون، ومنهم المستأمنون، ومنهم الذميون، ومنهم المعاهدون، وليس الكفر مبيحاً لقتلهم بإطلاق بل ورد في الحديث الصحيح كما في البخاري (2930) عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما » ورواه النسائي وأحمد وابن ماجه وغيرهم. والأصل إجراء عقود المسلمين على الصحة وعدم التأويل فيها، وهذا يفضي إلى الفوضى والفساد العريض. 4) أن يكون هذا في بلادهم، أوفي بلادٍ دخلوها وتملكوها وحكموها، وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها، فاليهود في فلسطين والروس في الشيشان ممن يمكن تنفيذ هذه العمليات ضدهم بشروطها المذكورة. 5) أن تكون بإذن الأبوين، لأنه إذا اشترط إذن الأبوين في الجهاد بعامته، فإذنهما في هذا من باب أولى، والأظهر أنه إذا استأذن والديه للجهاد فأذنا له، فهذا يكفي، ولا يشترط الإذن الخاص والله أعلم. ومن يقوم بهذه العمليات وفق الشروط المعتبرة شرعاً فهو بإذن الله شهيد إذا صحت نيته، إنما الأعمال بالنيات، يدعى له ويترحم عليه. ويجوز الصرف على هذه العمليات من بيت المال، أومن الزكاة لأنها من سبيل الله، أو من غيرها. أما حد الإثخان فهو خاضع لتقدير أهل الشأن والخبرة كما ذكرنا، بحيث يتحقق العلم، أو يغلب على الظن أنها ستوجع فيهم قتلاً أو جرحاً، أو تحدث فيهم ضرراً بليغاً، أو تنشر فيهم رعباً، أوتحملهم على الرحيل إلى ديارهم، دون أن يكون لها مردود سيء أكثر من ذلك مثل الانتقام من الأبرياء، أو تهديم المدن والقرى، أو الانجرار إلى حرب شاملة لايقوى عليها المسلمون، ولم يستعدوا لها، وما أشبه هذا مما يملك النظر فيه من آتاه الله الفهم وبعد النظر وقوة الإدراك. والاجتهاد في هذا الباب وارد وهو عرضة للخطأ والصواب، ولكن يتقي المسلمون ربهم ما استطاعوا والله أعلم. كتبه/ سلمان بن فهد العودة
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#10
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حكم العمليات الاستشهادية السؤال الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: قال بعض العلماء: "إن العمليات الاستشهادية تعد انتحاراً ولا أصل لها في الإسلام"؛ فنرجو أن تخبرونا بالصواب. وإذا كان الوضع كذلك، فماذا عن الذين قاموا بتلك العمليات من قبل، ألا يعدون شهداء؟! الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم العمليات الاستشهادية؛ فحرمها البعض واعتبرها انتحاراً وقتلاً للنفس؛ واستدلوا بقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29]، وذهب آخرون إلى أنه عمل مشروع، ومن الجهاد في سبيل الله، وصاحبه شهيد في أعلى درجات الشهادة؛ واحتجوا بأدلة كثيرة منها: - أن التغرير بالنفس في الجهاد جائز باتفاق أهل العلم، وأنه من الوسائل الجهادية الفعّالة ضد أعداء الدين وأنها تُحدِث النِكايَة بأعداء الإسلام؛ فيدخل صاحبه في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَاد} [البقرة:207]. - ومنها قصة الغلام الواردة في تفسير سورة أصحاب الأخدود؛ حيث دلهم على طريقة قتله، ولم يكن ذلك انتحاراً وإنما بذلٌ للنفس في سبيل الله، قال الغلام للملك الكافر: "خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني؛ فإنك إذا فعلت ذلك، قتلتني"؛ (رواه مسلم)؛ ووجه الدلالة من القصة أن هذا الغلام المجاهد غرر بنفسه، وتسبب في ذهابها من أجل مصلحة المسلمين؛ لأنهم لم يستطيعوا قتله إلا بتلك الطريقة التي دلهم عليها، واغْتُفِر ذلك في باب الجهاد، ومثله المجاهد في العمليات الاستشهادية؛ حيث تسبب في ذهاب نفسه لمصلحة الجهاد؛ قال شيخ الإسلام – تعقيباً على تلك القصة -: "وهذا حصل فيه نفع كبير للإسلام". - ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" وابن النحاس في "مشارع الأشواق" عن المهلب قال: " وليس من أهلك نفسه في طاعة الله ظالما ولا معتديا؛ وقد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد ". - وقال أبو حامد الغزالي في "الإحياء": "فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195]؟ قلنا: لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل، وإن علم أنه يُقْتَل، وهذا ربما يُظَن أنه مخالف لموجب الآية وليس كذلك، فقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ليس التهلكة ذلك، بل ترك النفقة في طاعة الله تعالى، أي: من لم يفعل ذلك، فقد أهلك نفسه"، وقال البراء بن عازب: "التهلكة هو أن يذنب الذنب، ثم يقول: لا يتاب عليَّ"، وقال النووي في "شرح مسلم": "وقد اتفقوا على جواز التغرير بالنفس في الجهاد"، وقال القرطبي في "تفسيره": "قال محمد بن الحسن الشيباني: لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين، وهو وحده، لم يكن بذلك بأس؛ إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو؛ فإن لم يكن كذلك، فهو مكروه؛ لأنه عرَّض نفسه للتلف في غير منفعة للمسلمين". أما القول بأن العمليات الاستشهادية انتحار، فغير صحيح؛ فالفارق بينهما ظاهر، ويكفي أن المنتحر يقتل نفسه جزعاً وقنوتاً من رحمة الله، واعتراضاً على قضاء الله وقدره، أو مستعجلاً للموت؛ ظناً منه الخلاصَ بنفسه أو متخلصاً من آلامه وجراحه، بخلاف العمليات الاستشهادية التي يفعلها صاحبها صابراً محتسباً موقناً بقدر الله، حسن الظن به – سبحانه – باذلاً نفسه رخيصة في سبيل الله؛ راجياً النصرةَ لأمته والنكايةَ لأعداء الله وكسر شوكتهم، وقد أجابالعلامة الألباني على من وصم العمليات الاستشهادية بالانتحار؛ فقال: "لا يعد هذا انتحاراً؛ لأن الانتحار هو أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة أما هذه الصورة التي أنت تسأل عنها، فهذا ليس انتحاراً؛ بل هذا جهاد في سبيل الله، إلا أن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها، وهي أن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً أو شخصياً، إنما يكون هذا بأمر قائد الجيش ... فإذا كان قائد الجيش يستغني عن هذا الفدائي، ويرى أن في خسارته ربحا كبيرا من جهة أخرى، وهو إفناء عدد كبير من المشركين والكفار، فالرأي رأيه ويجب طاعته، حتى لولم يرض هذا الإنسان فعليه طاعته. والانتحار من أكبر المحرمات في الإسلام، من يفعله فهو غضبان على ربه، ولم يرض بقضاء الله، أما هذا فليس انتحاراً، كما كان يفعله الصحابة، يهجم على جماعة كردوس – جماعة من الخيول - من الكفار بسيفه ، ويعمل فيهم بالسيف حتى يأتيه الموت صابراً؛ لأنه يعلم أن مآله الجنة؛ فشتان ما بين من يقتل نفسه بهذه الطريقة الجهادية، وبين من يتخلص من حياته بالانتحار. هذا؛ وأجاز مجمع الفقه الإسلامي - في الدورة الرابعة عشرة المنعقدة بدولة قطر - تلك العمليات، واعتبر صاحبها شهيداً في سبيل الله، وممن أجازها أيضا الشيخ نصر فريد واصل - مفتي جمهورية مصر العربية السابق. والظاهر - والعلم عند الله - أن تلك العمليات جائزة؛ إن غلب على الظن أنها تحدث النكاية في الكافرين، أو تقوي شوكة المسلمين، أو تخفف عنهم وطأة الأعداء، ولاسيما إذا لم يكن هناك سبيل غيرها. ويجب أن نعلم أن تعريض الإنسان نفسه للقتل لا يُعدُّ انتحاراً في بعض الأحيان؛ لما ذكره أهل العلم من أنه لو كان ثَمَّة جماعةٌ في سفينة معرضون للغرق، ولو طرحوا واحداً منهم لنجوا؛حتى لا يغرقوا بجملتهم؛ فتطوع رجل منهم بطرح نفسه في الماء؛ إنقاذاً للباقين -: لم يكن بذلك منتحراً بل هو مأجور – إن شاء الله - لرفعه الحرج عن الباقين،، والله أعلم. خالد عبد المنعم الرفاعي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#11
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. <table style="border-collapse: collapse;" id="AutoNumber1" width="95%" bgcolor="#fffffd" border="3" bordercolor="#fff2d2" cellpadding="0" cellspacing="0"><tbody><tr><td width="100%" align="justify"> حكم العمليات الاستشهادية </td> </tr> <tr> <td width="100%" align="justify"></td> </tr> <tr> <td width="100%" align="justify"> </td></tr></tbody></table>
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. فتوى المحدث ابو اسحاق الحويني في جواز العمليات الاستشهادية http://www.youtube.com/watch?v=_BTYI...om=PL&index=25
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#13
|
|||
|
|||
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . وجزيت الجنة ونعيمها[/align]
__________________
اللهمّ صلّ على محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون سلفي سني وهابي وأفتخر
|
#14
|
|||
|
|||
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. جزاك الله خيرا اخي العزيز ابو محمد. اظلك الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله. في امان الله
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#15
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ما حكم العمليات الاستشهادية؟ وما حكم الاقتحام في العدو؟: السائل: عند أبي داود ــ رضي الله عنه ــ: "عَجِبَ ربُّنا لرجل ــ أو كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ــ قاتل الجيش، وانهزم الجيش، وعاد وحده، وقاتل حتى قُتِل". ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود الفرضية، يعني: الأشخاص الذين يذهبون مُدَرَّبين بالسلاح، وجاهزين بالسلاح، وانتقاماً لحُرمات الله تبارك وتعالى، جزاك الله خيراً؟ الجواب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: وأنت جزاك الله خيراً، أما عن الحديث فأنا لا أستحضره الآن هل هو صحيح أو ضعيف (1)، وسنن أبي داود كما تعلمون فيه من هذا وفيه من هذا، ولكن إذا كان المقصود من سؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو الناحية الفقهية منه، فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية، ولو توقفنا الآن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه، لكن لعلَّ بعض إخواننا يذكر شيئاً.... تذكر شيئاً.... المهم، العمليات الانتحارية التي تقع اليوم، أنا أقول في مثلها تجوز ولا تجوز، وتفصيل هذا الكلام المتناقض ظاهراً: تجوز في النظام الإسلامي، في الجهاد الإسلامي، الذي يقوم على أحكام الإسلام، ومن هذه الأحكام ألا يتصرف الجنديُ برأيه الشخصي، وإنما يأتمر بأمر أميره، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني". فإذا كان هناك ونرجو أن يكون هذا قريباً جهاد إسلامي قائم على النظام الإسلامي، وأميره لا يكون جاهلاً إنَّما يكون عالماً بالإسلام، خاصة الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، هذا القائد أو هذا الأمير (أمير الجيش) المفروض أنَّه هو الذي يعرف وأخذ مخطط ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تماماً، فهو يقال في مثله يعرف كيف تُأكل الكتف، يعرف مثلاً إذا كان هناك طائفة من الجيش لـه نكاية شديدة في الجيش الإسلامي، ويرى أن يُفادي بجندٍ من جنوده ويختار، - هذا مثال وأنا لستُ عسكرياً لكن الإنسان يستعمل عقله - كلنا يعلم أنَّ الجنود ليسوا في البسالة بنسبةٍ واحدة والشجاعة، وليسوا بنسبة واحدة في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره.... فأنا أتصور أنَّ هذا القائد الخبير الخِرِّيت يأخذ رجل من الساقة، يعني من الذين يصلحون للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال لأنَّه لا يحسن القتال، وليس عنده شجاعة بيقوله: تسلح بالقنابل واركب الطائرة وروح ارمِ فيها هــ الجماعة الموجودين في الأرض الفلانية، هذا انتحار يجوز، أمَّا يجي واحد من الجنود كما يفعلون اليوم، أو من غير الجنود أنَّه ينتحر في سبيل قتل اثنين ثلاثة أربعة من الكفار، فهذا لا يجوز لأنَّه تصرف شخصي ليس صادراً من أمير الجيش، هذا التفصيل هو معنى قولنا يجوز ولا يجوز، ولعلَّ الجواب واضح إن شاء الله، أما الحديث فأرجو أن تتابعني ب السؤال هاتفياً إذا كان بإمكانك حتى أُراجعه وأستفيد أنا أولاً ثمَّ نفيد غيرنا ثانياً.
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#16
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ما هو حكم العمليات الانتحارية؟ الشيخ مشهور حسن سلمان السؤال 315: ما هو حكم العمليات الانتحارية؟ الجواب: العمليات الانتحارية إن كان هكذا اسمها، وكان اسمها يناسب حقيقتها، فهي ليست بمشروعة، فالعمليات الانتحارية والعمليات الاستشهادية ألفاظ غير موجودة في كتب فقهائنا وعلمائنا. والسؤال يحتاج إلى صياغة شرعية، ما ينبغي أن يكون الجواب في السؤال، فإن كان الجواب في السؤال فلا داعي له أصلاً، فإن قيل ما هو حكم العمليات الانتحارية؟ فالانتحار حرام، وإن قيل ما هو الحكم في العمليات الاستشهادية؟ فالاستشهاد من الطاعات التي يحبها الله ويرضاها، فكان الجواب في السؤال، فما ينبغي أن يكون الجواب في السؤال. ولو سأل السائل: ما حكم أن يهجم الرجل على الأعداء، والموت محقق في حقه إثر هذا الهجوم فهل هذا عمل مشروع أم ممنوع؟ لكان هذا السؤال علمياً بهذه الطريقة، أما لو قيل: ما حكم أن يحمل الرجل المتفجرات وأن يكون بين الأعداء وأن يفجر نفسه بهم، لا يريد الخلاص بنفسه، وإنما يريد إلحاق الضرر بأعداء الله عز وجل؟ لكان هذا السؤال مشروعاً، فينبغي أن نصوب السؤال قبل البدء به. ثم ما يجوز لأحد، لاسيما العوام، وطلبة العلم المبتدئين، ما يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن يتعدوا طورهم، وألا يعرفوا قدر أنفسهم، فينبغي أن يحترموا العلماء، ولا يجوز لهم أبداً التطاول على الفقهاء إن أفتوا بأي مسألة كانت، وذلك بشروط؛ أولاً: ألا يصادموا نصاً، والثاني: أن يكون أهلاً، وأهل العلم يحترمونهم ويعرفون قدرهم، ثالثاً: أن يعملوا بفتواهم بالقواعد المتبعة عند العلماء. فعندها الكلام الذي يقولوه إن أصابوا فيه فلهم أجران، وإن أخطأوا فيه فلهم أجر، وهم أمام الله عز وجل معذورون. أما فرد العضلات، وتطويل الألسنة على الفقهاء والعلماء فهذا صنيع غير الموفقين، وصنيع المخذولين المحرومين، فالعلماء لهم قواعد متبعة، وهم في قواعدهم محترمون، ولا يجوز أن يتعدى عليهم، فمثلاً: من القواعد المتبعة عند الحنفية وعند المالكية أن من سيطر على شيء بالقوة فيكون مالكاً له ملكاً شرعياً، فإن جاء آخر فنزعه منه وثبت أنه نزعه منه بشروط السرقة مثلاً، وهذا الذي سرق لم يأخذ ماله وإنما أخذ مال غيره، فإنه يفتون بقطع اليد، فهل يجوز لأحد اليوم أن يحط وأن يقدح ويشتم ويلعن المالكية والحنفية لأنهم يقولون أنه من استولى على شيء قهراً فإنه يملكه؟ معاذ الله، لا يفعل ذلك إلا مخذول. فهذه المسائل تطرح وتذكر على بساط البحث مقيدة بنصوص الشرع، وبالقواعد المتبعة، أو باجتهادات العلماء السابقين، أو بأشباه المسألة ونظائرها في دين الله عز وجل، ويحاول الباحث قدر جهده أن يصل إلى حكم الله عز وجل بالاجتهاد، والأمر بين صواب وخطأ. وهذه المسألة بهذه الحروف وبهذه العبارات غير موجودة عند علمائنا الأقدمين، ولكن الموجود عند علمائنا اجتهادات في مسائل شبيهة بهذه المسألة وقد اعتمد العلماء على نصوص شرعية. وأقول رأيي في هذه العمليات قبل أن أذكر بعض النصوص وذكر بعض الاجتهادات والنقولات عن العلماء. فالذي أراه صواباً في هذه المسألة، بعد استخارة الله عز وجل وطول تأمل، وقد سئلت عبر الأوراق في هذا الدرس عشرات المرات عن هذه المسألة، فالذي أراه أن هذه العمليات مشروعة بقيود وشروط، وأن مرتكبيها أمرهم إلى الله عز وجل، نحسبهم أنهم قد أخلصوا الصلة بالله وأحكموها، وأخلصوا لله قبل القدوم على هذه العمليات، فنرجو الله عز وجل أن يتقبلهم، وهذا الرأي الذي أقوله هو رأي إمام هذا العصر الشيخ محمد ناصرالدين الألباني، فإنه كان يجيز هذه العمليات بقيود وشروط يأتي التنبيه عليها. أما أن يقوم الرجل ويهجم على غيره بموت متحقق عنده لكي يصيب مقتلاً، أو يحصل ضرراً بالأعداء، فهذا جائز بنصوص السنة، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه، في قصة الغلام مع الساحر، والقصة الطويلة، وأراد الملك أن يقتل الغلام فما استطاع، فعلم الغلام الملك كيف يقتله؟ وقال له: ((إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني)) ففعل الملك ذلك، فقال الناس: آمنا برب الغلام، وكان مقصد هذا الغلام أن يسمع الناس هذا الكلام من الملك فيؤمنوا به بعد قتله، ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((إن الغلام أمر بقتل نفسه من أجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار، وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين)) (الفتاوي 28/540). وهناك نصوص وردت عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذن وتدلل وتقوي هذا الأمر، فقد أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم بإسناد صحيح عم أسلم بن عمران قال: ((حمل رجل بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب رضي الله عنه: ((نحن أعلم بهذه الآية، إنما نزلت فينا، صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار،فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه ونصره حتى فشا الإسلام، وكثر أهله ،وكنا قد آثرناه على أهلينا والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها فنرجع إلى أهلينا وأموالنا، فنقيم فيهما، فنزل فينا قول الله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد في سبيل الله عز وجل. فالذي قد حمل بنفسه، وقد قيل فيه إنه ألقى بنفسه إلى التهكلة، فقد رد ذلك أبو أيوب الأنصاري،وقال: إن التهلكة أن نترك الجهاد وأن ننشغل في الأموال والأولاد، فهذه هي التهلكة، وإننا إن فعلنا ذلك فإننا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، بأن نطمع أعداء الله عز وجل في أموالنا وأراضينا وأعراضنا وأنفسنا. وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/34) وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدد، فصرخ الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته وكان لظنه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرئ المسلمين عليهم، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة ،فهو حسن، ومتى كان مجرد التهور فممنوع، وقال ابن خريز منداد، وهو من علماء المالكية، كما في تفسير القرطبي (2/363) قال: (فأما أن يحمل الرجل على جملة العسكر أو على جماعة اللصوص والمارقين والخوراج فلذلك حالتان، إن غلب على ظنه أنه يقتل من حمل عليه وينجو فحسن، وكذلك لو علم وغلب على ظنه أن يقتل ولكن سينكي نكاية ويؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز أيضاً، وقد بلغني أن عسكر المسلمين لما لقي الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة، فعمد رجل فصنع فيلاً من طين، وآنس به فرسه حتى ألفه فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل فحمل على الفيلة التي كان يتقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، فقال: لا ضير أن أقتل ويفتح للمسلمين. وكذلك يوم اليمامة لما تحصنت بنو حنيفة في الحديقة، قال البراء بن مالك: ضعوني في الترس وألقوني إليهم، ففعلوا وألقوه وفتح الباب ودخل المسلمون، وقتل رضي الله تعالى عنه، فهجم على العدو وحده، وكان الموت متحققاً عنده، وهذا لا حرج فيه إن شاء الله. وقال محمد بن الحسن الشيباني، كما في تفسير القرطبي أيضأً: (لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة المسلمين، فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يعد جوازه، ولأن فيه منفعة للمسليمن من بعض الوجوه، وإن كان قصده إرهاب العدو، وليعلم صلابة السلمين في الدين فلا يبعد جوازه، وإذا كان في نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله، وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}. إذن في هذه النقول، وقبلها النصوص من فعل الصحابة ومما جرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها جواز أن يحمل الرجل الواحد على العدو، وإن تحقق موته إن ترتب على ذلك منفعة معتبرة للمسلمين، وأما إن لم تتحقق المنفعة للمسلمين فهذا تهور ولا يجوز. والجهاد قسمان؛ جهاد طلب وجهاد دفع ،وجهاد الطلب لا بد فيه من إمام ومن أمير حتى يحصل ترتيب للجهاد، أما في الدفع فلا يحتاج إلى إذن الإمام. وإن كان الجهاد جهاد دفع وقام البعض بذلك، فكان شيخنا رحمه الله تعالى، يشترط المشورة، وألا يكون ذلك على وفق أن يركب الرجل رأسه، وإنما ينبغي أن يكون ذلك وفق خطة، وهذه الخطة لا بد فيها من مشورة وتخطيط، أما أن يقوم كل على وفق رأسه في جهاد الدفع، فلا. ثم لا بد أن يترتب على ذلك مصالح معتبرة، وازدحام المصالح والمفاسد في المحل الواحد هذا الأمر يسبب الخلاف في كثير من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء اختلافاً معتبراً، فهذه المسألة تختلف المصالح والمفاسد فيها، باختلاف وجهات النظر، فمن غلب المفاسد فمنعها فلا يقال عنه خائن، ولا يقال عميل، فالمصالح والمفاسد أمرها شائك في هذا الأمر. وعلى طلبة العلم أن يحفظوا هذه القاعدة التي قررها الشاطبي رحمه الله تعالى، في كتابه الموافقات (جـ5/114) وهي قاعدة مهمة ينتبه إليها الموفق، قال: ((محال الاجتهاد المعتبر هي ما تردد بين طرفين وضح في كل واحد منهما قصد الشارع في الإثبات في أحدهما والنفي في الآخر، فلم تنصرف البتة إلى طرف النفي، ولا إلى طرف الإثبات))، فالعمل لم يظهر فيه نفي ولا إثبات فيظهر فيه خير وشر، ومنفعة ومضرة، فلما تزدحم فهذا الازدحام من مجال الاجتهاد المعتبر. وهذه العمليات نرجو الله عز وجل أن يتقبل أصحابها ولا يجوز لأحد أن يحكم عليهم بخسران أو بضلال ،هذا خطأ، ولا يجوز أيضاً لأحد أن يجزم لهم الجنة، إنما نقول: المرجو من الله عز وجل أن يتقبلهم، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب رقم 77 قال: ((باب لا يقال فلان شهيد، فيحرم على الواحد منا أن يجزم بالشهادة لأي كان)) وقد ألف يوسف بن عبدالهادي المعروف بابن المبرد كتاباً ما زا ل محفوظاً في المكتبة الظاهرية وهذا الكتاب عنوانه "حرمة الجزم للأئمة الأربعة بأن لهم الجنة" فلا يجوز للواحد منا أن يقول عن أحد الأئمة الأربعة أنه في الجنة كأبي بكر وعمر والعشرة المبشرين بالجنة، لكن لا يلزم من هذا أن نقول إنهم هالكون معاذ الله، هم أئمة الدين وأهل الورع والتقى، والواجب علينا أن نقول: الظنون والمرجو من الله عز وجل أنهم من أهل الجنة، لكن لا يجوز أن نجزم لأحد لم يقم نص عليه بعينه أنه من أهل الجنة. وقد قص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة فيها عبرة لمن يعتبر: ((قال رجل لآخر: إن الله عز وجل لم يقبل عملك، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي: {قل له إن الله قد قبل عمله وأحبط عملك}، فلا يجوز لأحد أن يقول: الله يقبل من فلان، ويرد عمل فلان، لكن هل يوجد شجاعة وجود أكثر من أن يجود الرجل بنفسه؟ لا والله لا نعلم جوداً أكثر من هذا، فالمرجو من الله عز وجل أن من قام بهذا أن يتقبله الله، وبعد ذلك ومع ذلك وقبل ذلك الأمر بيد الله، والله عز وجل هو اعدل العادلين. ثم من المسائل التي ينبغي أن ينبه عليها في هذا الباب أولاً: أن العاقل ينظر إلى مراعاة الخلاف في المسائل، فمراعاة الخلاف من منهج الموفقين، وأن نهدر الخلاف ولا ننظر إليه في المسائل، فليس هذا من دين الله عز وجل في شيء، فمثلاً: الحنفية يجوزون للمرأة أن تزوج نفسها بنفسها، والجماهير يحرمون ذلك، ويعتبرون من فعلت ذلك فقد زنت، فلو أن امرأة حنفية دينة صينة عفيفة زوجت نفسها بنفسها، فهل يجوز لأحد أن يقول عنها زانية؟ أم أن خلاف العلماء لا بد من اعتباره؟ فلا بد من مراعاة اختلاف العلماء، فإنه من مناهج الموفقين ،فمن أفتى بمسألة بأصل قام عنده فهذا ينبغي أن يحترم أصله، ويقال له: إما مصيب وإما مخطئ ،أما تطويل اللسان على العلماء فهذا والعياذ بالله تعالى من قلة التوفيق، وقلة الديانة، ولا يفعل ذلك إلا من طاش عقله وفق رأيه. فالمسائل العلمية تطرح ويقال فيها صواب وخطأ، وبعد ذلك الله عز وجل أعدل العادلين، وكلام البشر مهما كانوا لا يغير حقائق الأشياء عند الله عز وجل. ثانياً: قد يقول قائل: النصوص التي ذكرت في حديث صهيب وفي قصة أبي أيوب وفي قصة البراء وغيره، هذا كله وقع فيه القتل بيد الآخرين، وليس بيد المكلف نفسه، فاختلفت هذه المسألة عمن يقتل نفسه، فأقول: الفرق معتبر، ولذا أقول لمن خالف الذي ذكرت في مثل هذه المسألة الخلاف معتبر، وهذه المسألة تتذبذب بين أصلين، أصل الاستشهاد والإقدام وإعمال النكايا في العدو، ورفع همة المسلمين، وبين أصل الحرمة أن يقتل الرجل نفسه، ولمسألة إن تذبذبت بين أصلين، كما قال الشاطبي من مجال الاجتهاد المعتبر. لكن هذا لا ينافي ما قررت، من جواز أن يهجم الرجل بنفسه، وأن يقتل العدو ويكون هذا القتل بيده لا بيد عدوه، وهنالك نظائر لهذه المسألة وهذه النظائر ينبغي أن يقدم لها مقدمة. فأيهما أشد؛ أن تقتل المسلم، أو أن تقتل نفسك فلو خيرت بين أن تقتل غيرك أو تقتل نفسك، فأيهما أشد؟ بلا شك أن تقتل مسلماً أشد من أن تقتل نفسك، وقد علمنا من أحكام الفقهاء رحمهم الله تعالى، لو أن الكفار تترسوا بالمسلمين فإنه يجوز لنا أن نقتل المسلم، من أجل المصلحة المعتبرة، لقتل الكفار. فكانت نظائر المسألة في مثل هذه العمليات تأذن بالجواز، ولا تأذن بالمنع، لأن قتل النفس أقل درجة في المحذور من قتل الغير، وقد جوز الشرع قتل الغير في حالة تترس الكفار بالمسلمين، فأن يجوز أن يقتل الرجل نفسه في مثل هذه الصورة إن أعمل نكاية معتبرة عند العدو، فهذا أمر لا حرج فيه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى 28/537) قال: ((فإن الأئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بالمسلمين، وضيق على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنه يجوز أن نرميهم، ونقصد الكفار، ولو لم نخوف على المسلمين جاز رمي أولئك المسلمين أيضاً في أحد قولي العلماء)). وأخيراً أقول في مثل هذه المسألة: في هذه العمليات لو أردنا أن نتكلم عليها مجردة عما يجري على ساحة المسلمين اليوم لقلنا الآتي: إذا أردنا أن نتكلم عن العمليات بعبارات أهلها، فهذه العمليات العسكريون هم الذين يحددون فوائدها ومضارها، فهم أهل الاختصاص وأهل الخبرة، وهذه العمليات تسمى في علم العسكرية عمليات وخز الدبوس، فإنت إن حملت دبوساً، وضربت غيرك به، فمن المعلوم عند العقلاء أن هذا الدبوس لا يقتل، أليس كذلك؟ وإنما هذا الدبوس يثور الأعصاب ،ويجعل هذا الإنسان يتخذ قرارات سريعة غير مدروسة لهيجانه وثوران أعصابه. ولذا من المقرر عند العسكريين أن مثل هذه العمليات ثمارها تجنى على وجه العجلة، لما يكون هناك جيش يقابل جيشاً، فحينئذ هذه العمليات ترفع من معنويات، وتخفض من معنويات، وتثور الأعداء، وتجعلهم يتخذون قرارات سريعة، تكون هذه القرارت بحسبان الفريق المقابل. ومن المعلوم ومن البدهيات والمسلمات والمؤكدات والمقررات أن المسلمين جميعاً على وجه الأرض اليوم آثمون بسبب ما يحصل لإخوانهم في فلسطين، من هتك أعراض وقتل أنفس، فالمسلمون آثمون بالجملة، فمن قام واجتهد وغلب على ظنه أن مثل هذه العمليات تخفف من وطأة هؤلاء الأعداء أو أنها تقل من الضرر اللاحق بهم فهذه شجاعة ما بعدها شجاعة، نرجو الله عز وجل أن يتقبل أصحابها. وما ينقل عن شيخنا رحمه الله من أنه كان يقول عن هؤلاء (فطايس) وما شابه، فهذا كذب ملفق عليه، ونتحدى أحداً يأتي بخبر عنه، كان الشيخ رحمه الله يقول: لكل سرائرهم ونواياهم إلى الله، ونرجو الله أن يتقبلهم. وكيف يقول هذا وهو بنفسه رحمه الله تعالى، في 1948م لما حصل القتال مع اليهود خرج بنفسه إلى فلسطين من سوريا يحمل السلاح، ليقاتل في سبيل الله على أرض فلسطين ولكن الشيخ له حساد، وكلام حساده يشيع وينتشر، وتضيع الحقائق ولا تظهر.
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#17
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. <table style="border-collapse: collapse;" id="AutoNumber1" width="95%" bgcolor="#fbfffb" border="3" bordercolor="#ddffdd" cellpadding="0" cellspacing="0"><tbody><tr><td width="100%" align="justify"> بسم الله الرحمن الرحيم </td> </tr> <tr> <td width="100%" align="justify"> الدلائل الجليّة على مشروعية العمليّات الاستشهاديّة </td> </tr> <tr> <td width="100%" align="center" bgcolor="#ecffec"> للحصول على نسخة من البحث منسق</td> </tr> <tr> <td width="100%" align="center"></td> </tr> <tr> <td width="100%" align="justify"> و كتب </td></tr></tbody></table>أحمد بن عبد الكريم نجيب ( الملقّب بالشريف ) دَبْلِن ( إيرلندا ) في غرّة صفر الخير عام 1423 للهجرة الموافق للخامس عَشَر من أبريل ( نيسان ) عام 2002 للميلاد alhaisam@msn.co صيد الفوائد http://saaid.net/Doat/Najeeb/2.htm
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#18
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. العمليات الجهادية الاستشهادية بين المجيزين والمانعين الأدلة على مشروعية هذه العلميات الاستشهادية الجهادية أقوال بعض أهل العلم في جواز انغماس المسلم في صف العدو وإن غلب على ظنه القتل اختلف أهل العلم في العمليات الاستشهادية التي يقوم بها بعض المجاهدين المغلوبين على أمرهم دفاعاً عن دينهم وحريمهم، وأعراضهم، وأوطانهم، بعدما تخلى عنهم إخوانهم المسلمون وخذلوهم، وأسلموهم لعدوهم، بل ظاهر بعض المنتسبين إلى الإسلام الكفار على المسلمين، بأن دلوهم على عوراتهم، وقاتلوا إلى جنبهم، إلى قولين، هما: 1. أن هذه عمليات انتحارية وليست استشهادية، والانتحار حرام، ومن ثم فلا تجوز. 2. أن هذه العمليات عمليات استشهادية، وأنها من النوازل التي أملتها الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وأنها تجوز بشروط، وهي: أ. أن يكون المسلمون في حالة جهاد مع الكفار، سواء كان جهاد طلب أودفاع، كما هو الحال الآن في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وكشمير، وجنوب الفلبين، وغيرها من البلاد المغصوبة. ب. أن يمارس ذلك مسلم يبتغي بذلك النكاية بالعدو وإرهابهم. ج. أن يبتغي بهذا العمل وجه الله عز وجل. د . أن يغلب على ظنه النكاية بالكفار وإرهابهم. ﻫ . أن لا يكون الدافع له اليأس والقنوط والتخلص من الحياة. وبادئ ذي بدء لابد من أن نقرر حقيقة، وهي أن هذه العمليات من النوازل الحرجة، وأن الحكم عليها بالجواز أوعدمه من الأمور التي تحتاج إلى تأنٍّ وإلى بصيرة، ومعرفة بالواقع والملابسات المحيطة بها، والظروف التي دفعت إليها، ولهذا لابد من التريث، وعدم الاستجابة لردود الأفعال. وكذلك ينبغي أن ينحصر الحكم في مشروعية هذا العمل أوعدم مشروعيته، أما أن يتخطاه بالحكم بالشهادة لفاعله نفياً أوإثباتاً فهذا مما لا يعلمه إلا علام الغيوب، فالمطلوب معرفة هل هذا العمل مشروع أم لا؟ هل له سند في الشرع والنظر أم لا؟ أما أن نشهد على فاعله بالشهادة أونحرمه منها فهذا تحكم وتقوُّل على الله عز وجل. من الذين نُقِل عنهم أنه حكم بعدم مشروعية هذه العمليات، وأنها داخلة في دائرة الانتحار سماحة الشيخ محمد بن صالح العثَيمين رحمه الله في كتاب "فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة"<!--[if !supportFootnotes]-->1<!--[endif]-->، مستدلاً على ذلك بقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"<!--[if !supportFootnotes]-->2<!--[endif]-->، ودافعاً لدليل واحد من عدة أدلة للمجيزين لذلك، وهو دلالة غلام أصحاب الأخدود للملك الغشوم على كيفية قتله، بأن قتل الملك إياه كان سبباً لإسلام أمة، وفي صنيع هؤلاء لا يُسْلِم أحد، بل تشتدُّ الوطأة على المستضعفين من إخوانهم، وفيما قاله الشيخ رحمه الله نظر، لأن هذه العمليات الجهادية لها أغراض عديدة وفوائد كثيرة، يرجوها القائمون بها من: 1. النكاية بالعدو. 2. وإرهابهم وزرع الخوف والرعب في قلوبهم. 3. واستنزاف طاقات العدو. 4. وجعلهم يعيشون في قلق وعدم استقرار، مما يدفع كثيراً منهم إلى الفرار والانسحاب. وكل ذلك وغيره كائن إن شاء الله بسبب هذه العمليات الاستشهادية المباركة. فاستشهاد غلام أصحاب الأخدود لم يقتصر على إسلام كل الحاضرين، وإنما أرهب الملك وأخافه، وزعزع سلطانه، ودك أركان دولته، وفضَّ الناس من حوله. ومما يُحمد لسماحة الشيخ العثيمين رحمه الله أنه رجا لمن فعل ذلك متأولاً عدم المؤاخذة، حيث قال: (ولكن من فعل هذا مجتهداً ظاناً أنه قربة إلى الله عز وجل فنسأل الله تعالى أن لا يؤاخذه لأنه متأول جاهل).<!--[if !supportFootnotes]-->3<!--[endif]--> وهذا مما يدل على أن هناك فرقاً عنده بين المنتحر والمتأول جواز هذا، ومما لا شك فيه أن المتأولين لجواز هذا الأمر منهم أهل علم وفضل. وقول الشيخ رحمه الله في شرح حديث قصة أصحاب الأخدود، محدداً الفوائد المستنبطة منه: (إن الإنسان يجوز أن يغرِّر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين، فإن هذا الغلام دل الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه)، وما قرره الشيخ هو الذي تحققه العمليات الجهادية الاستشهادية. الأدلة على مشروعية هذه العلميات الاستشهادية الجهادية السوابق والمواقف التي يمكن أن تقاس عليها هذه العمليات الاستشهادية كثيرة جداً، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي: 1. دلالة غلام أصحاب الأخدود الملك الغشوم على كيفية قتله بالتفصيل الدقيق، كما صحَّ الخبر بذلك، بل إن العمليات الجهادية الاستشهادية فيها زيادة على ما قاله الغلام الذي نتج منه قتله هو فقط، بينما هذه العمليات تؤدي إلى هلاك عدد من الكفار هلاكاً حسياً مع هلاك المتلبس بها، وهذا من أقوى الأدلة على مشروعية هذه العمليات المباركة. 2. ما فعله البراء بن مالك رضي الله عنه في حرب مسيلمة، حيث طلب أن يُحمل على رؤوس الأسنة ويُلقى به داخل الحديقة، ففتحها وقتل منهم عشرة، ثم قُتل بعد أن جُرح بضعاً وثمانين جرحاً، ولم ينكر ذلك عليه أحد من الصحابة، كما روى ذلك البيهقي وغيره من أهل السنن. 3. انغماس عمرو بن معد يكرب يوم القادسية في صف العدو، كما في سراج الملوك للطرطوشي وغيره، كما قال ابن النَّحاس رحمه الله. 4. ما خرجه أحمد ومسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عندما أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل راعيها وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل. يقول سلمة: "ثم اتبعت القوم معي سيفي ونبلي – وهو وحده – فجعلت أرميهم وأعقر بهم، فلا يقبل عليَّ فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم وأنا أقول: أنا ابن الأكوع، اليوم يوم الرضع – أي يوم هلاك اللئام - قال: فألحق برجل منهم فأرميه وهو على رحله، فيقع سهمي في الرجل حتى انتظم كتفه – نفذ كتفه - فقلت: خذها وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع؛ فإذا كنت في الشجر أحرقتهم بالنبل، وإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل فرديتهم بالحجارة، فما زال ذلك شأني وشأنهم، أتبعهم وأرتجز". فرد كل ما أخذوه، والعديد من أسلحتهم ودوابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحاً له: "خير فوارسنا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة"، قال: "فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الفارس والراجل جميعاً". قال الشهيد البطل ابن النحاس رحمه الله المتوفى 814هـ، في كتابه القيم: "مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام"<!--[if !supportFootnotes]-->4<!--[endif]--> في الجهاد وفضله، معلقاً على صنيع سلمة هذا: (وفي هذا الحديث الصحيح الثابت أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده، وإن غلب على ظنه أنه يقتل – وهذا هو شاهدنا – وإذا كان مخلصاً في طلب الشهادة كما فعل الأخرم الأسدي رضي الله عنه، ولم يعب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عليه، ولم ينه الصحابة عن مثل فعله). 5. ومما يدل على مشروعية العمليات الجهادية الاستشهادية وإن اختلفت كيفيتها بلبس حزام متفجر لأنه أصبح هو الوسيلة الوحيدة لإرهاب العدو اليهودي الصليبي الجبان اللئيم، الذين رضعوا اللئامة والحقد كابراً عن كابر. إن لم يكن إلا الأسنة مركباً *** فما حيلة المضطر إلا ركوبُها فالضرورات تبيح المحظورات، ما فعله البطل المجاهد بُسْر بن أرطأة في الروم عندما كمن لهم عدة مرات، فلم يفد ذلك، إذ رمى بنفسه في كنيسة كان فيها عدد من مقاتلة الروم، كما فعل البراء بن مالك، فصرع منهم ثلاثة قبـل أن يدركه أصحـابه، فتعجب من فعله بعض الأسـرى، فناشـدوا المسلمين: من هذا؟ فقالـوا: بُسْر بن أرطأة؛ فقالوا: والله ما ولدت النساء مثله. وروي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص: أن افرض لمن شهد الحديبية مائتي دينار، وأتمها لنفسك، وأتمها لخارجة بن حذافة لضيافته، ولبشر بن أرطأة لشجاعته. 6. ومما يدل على مشروعية هذه العمليات الجهادية وإن تعددت وسائلها ما خرجه ابن عساكر بإسناده عن محمد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم: أخبرني شيخ من أهل حمص أنه أدرك بها شيخاً رومياً من فرسان الروم الذين كانوا بحمص أعور، قال: فقيل له: سله عن سبب عوره؟ فقال: إن المسلمين لما ساروا إلى حمص نزلوا بحيرة قدس على نهر الأرُند – العاصي – فبعثني بِطْريقُ حمص في ثلاثين من فرسانه، وأمرنا أن نستبطن نهر الأرُند حتى ندنو من عسكر المسلمين فنأتيه بأسير أوخبر، قال: فخرجنا فاستبطنا بطن الوادي، فلما دنونا من العسكر إذا رجل من جيزة النهر – أي ناحية النهر الأخرى – منقعاً فرسه في النهر، ورمحه إلى جانبه، فلما رآنا وضع سرجه على فرسه وركب، وتناول رمحه، فظننا أنه قد ذعر منا، وأراد أن يبدرنا إلى العسكر. قال: فرمى بها – أي الفرس – في جرية الماء، فجعلنا نتعجب من جرأته على النهر وعلينا، فخرجت به فرسه من النهر، وانتفضت به، فلما انتهى إلى الجرف الذي يلينا أرادها على الوثوب به فلم يتهيأ لها، فقام على سرجه ووضع الرمح فاتكأ عليه ووثب، فإذا هو قد علا الجرف وصاح بها، فإذا هي معه، فوثب عليها، ثم أقبل إلينا فالتف بعضنا إلى بعض، فشد علينا، ففرق بيننا، وخلا برجل فدق ظهره، والتف بعضنا إلى بعض، وشد علينا ففرق بيننا وخلا برجل فدق ظهره، ففعل ذلك مراراً. فلما رأينا ذلك ولينا منهزمين إلى المدينة، فأتبعنا، فكلما لحق رجلاً قتله، حتى لم يبق منهم غيري، ودنا من باب حمص، وقد رأى من كان ببرج الباب ما كان يصنع، فأخرجوا فوارس إلينا، فلما رأيت الفوارس ظننت أنه قد هابهم وانصرف، فالتفت لأعرف ما صنع، فإذا سنان رمحه في عيني، والتفت به الفرسان فقتلته، فأقبل جماعة من المسلمين في طلبه فانتهوا إليه صريعاً، ودخلنا المدينة فأسمعهم يقولون: مسحل مسحل – أي الشجاع الذي يعمل وحده – فدفنوه في طائفة من دير، فبها سمي ما هناك: دير مسحل. 7. وفيما فعله سالم مولى أبي حذيفة عندما حفر لنفسه حفرة ودخل فيها إلى نصفه، فقاتل حتى قتل في قتال المرتدين، أقوى دليل على مشروعية تلك العمليات الاستشهادية، وإن اختلفت الوسيلة. 8. وكذلك ما فعله البطل الهمام علي بن أسد عندما غزا المسلمون الروم في البحر، فقرنوا مراكبهم بمراكب العدو، فقال علي: لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً؛ فاقتحم بنفسه في سفائنهم، فما زال يضربهم وينحازوا، ويضربهم وينحازوا، حتى مالوا في شق واحد فانكفأت عليهم السفينة، فغرق وعليه درع حديد. 9. ومن الشواهد على جواز هذه العمليات الجهادية ما فعله ذلكم الفارس في حرب القسطنطينية عندما انغمس في صف العدو وحده ليخرقه، فقال البعض: ألقى بنفسه إلى التهلكة؛ فبيَّن لهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن التهلكة هي في الركون إلى الدنيا وترك الغزو والجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله. أقوال بعض أهل العلم في جواز انغماس المسلم في صف العدو وإن غلب على ظنه القتل أورد الإمام المجاهد ابن النحاس في كتابه السابق الذكر بعد أن ذكر العديد من الأقوال والأفعال مما يدل على جواز ذلك أقوالاً لبعض أهل العلم المجيزين لها، فقال: (اعلم أن العلماء رضي الله عنهم اختلفوا في اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدو الكثير وحده، وانغماسه فيهم، وقد تقدم من الأدلة أقوالاً وأفعالاً على استحباب ذلك وفضله ما فيه كفاية. إلى أن قال: [LIST][*] قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في الإحياء في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل، وإن علم أنه يقتل، وكما أنه يجوز أن يقاتل الكفار حتى يقتل جاز – أيضاً – ذلك في الأمر والنهي عن المنكر، ولكن لو علم أنه لا نكاية لهجومه على الكفار، كالأعمى يطرح نفسه على الصف أوالعاجز، فذلك حرام، وداخل في عموم آية التهلكة، وإنما جاز له الإقدام إذا علم أنه لا يُقتل حتى يقتل، أوعلم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته، واعتقادهم في سائر المسلمين قلة المبالاة، وحبهم للشهادة في سبيل الله، فتكسر بذلك شوكتهم".<!--[if !supportFootnotes]-->5<!--[endif]--> [/LIST] كل هذه الأغراض تحققها العمليات الجهادية الاستشهادية، فهي تقتل من العدو ما شاء الله أن تقتل، وتزرع الرعب والخوف والفزع في قلوبهم، وتكسر شوكتهم، وتذل غطرستهم وغرورهم. [LIST][*] وقال الرافعي والنووي وغيرهما: التغرير بالنفس في الجهاد جائز، ونقل – أي النووي – في شرح مسلم<!--[if !supportFootnotes]-->6<!--[endif]--> الاتفاق عليه، ذكره في غزوة ذي قِرْد.[*] وقال النووي معلقاً على ما فعله عمير بن الحَمَام حين أخرج التمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتل حتى قتل.[*] قال النووي: (فيه جواز الانغماس في الكفار والتعرض للشهادة، وهو جائز لا كراهة فيه عند جماهير العلماء).<!--[if !supportFootnotes]-->7<!--[endif]--> [/LIST] وما العمليات الجهادية الاستشهادية إلا تغرير بالنفس وتعرض للشهادة، إذا صلحت النية. [LIST][*] قال الشافعي رحمه الله تعالى: قد بورز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل رجل من الأنصار حاسراً على جماعة المشركين يوم بدر، بعد إعلام النبي صلى الله عليه وسلم إياه بما في ذلك من الخير إن قتل.[*] [*] قال البيهقي: هو عوف بن عفراء، ذكره ابن إسحاق، ثم ذكر في الباب قصة عمير بن الحمام، وأنس بن النضر، وغير ذلك).[/LIST] قلت: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء أن ينغمس في صف العدو ويحمل عليهم وهو حاسر لا سلاح معه، فكيف بمن هو لابس لحزامه وشاك لسلاحه؟! [LIST][*] قال القرطبي في تفسيره: (واختلف العلماء في اقتحام الرجل في الحرب، وحمله على العدو وحده، فقال القاسم بن مخيمرة والقاسم بن محمد - بن أبي بكر الصديق – وعبد الملك من علمائنا: لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم، إذا كان فيه قوة، وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن له قوة فذلك من التهلكة، وقيل: إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل، لأن مقصوده واحد منهم، وذلك بَيِّنٌ في قوله تعالى: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله".<!--[if !supportFootnotes]-->8<!--[endif]--> [*][*]وقال ابن خويزمنداد – المالكي -: (فأما أن يحمل الرجل على مائة، أوعلى جملة العسكر، أوجماعة اللصوص، والمحاربين والخوارج، فلذلك حالتان: إن علم وغلب على ظنه أنه يقتل، ولكنه سينكي نكاية أويؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز، ولماتحصنت بنو حنيفة بالحديقة، قال رجل من المسلمين: ضعوني في الحَجَفة وألقوني؛ ففعلوا، فقالتهم وحده وفتح الباب).<!--[if !supportFootnotes]-->9<!--[endif]--> [/LIST] قلت: لا أشك قط أن الأبطال الأوائل أمثال البراء وغيره لو تيسرت لهم الأحزمة المتفجرة هذه للبسوها، إذ لا فرق في النتيجة بين أن يُحْمَل على أسنة الرماح ويُلقى به في وسط العدو وهو مقتول لا شك في ذلك، وبين أن يلبس حزاماً يتفجر به في وسط الأعداء. أما وصف هذه العمليات بأنها عمليات انتحارية غرض القائم بها قتل نفسه فهذا من باب الظلم البين، وذلك لأن الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فهذا من باب التسوية بين المتضادين، وهو قياس مع الفارق الكبير. [LIST][*] وقال محمد بن الحسن الشيباني – صاحب أبي حنيفة -: لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين، وهو وحده لم يكن بذلك بأس، إذا كان يطمع في نجاة، أونكاية العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عَرَّض نفسه للتهلكة من غير منفعة للمسلمين، فإن كان قصده تجرأة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه لا يبعد جوازه إذا كان فيه نفع للمسلمين، فتلفت النفس لإعزاز دين الله، وتوهين الكفر، فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم"<!--[if !supportFootnotes]-->10<!--[endif]-->، إلى غيرها من آيات المدح التي مدح الله بها من بذل نفسه، وعلى ذلك ينبغي أن يكون حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).[/LIST] قلت: على الرغم من أن هذه العمليات من النوازل القابلة للاجتهاد، وأنه لا ينبغي لمن لم ير جوازها أن يثرب على من يرى مشروعيتها أوضرورتها، ولا ينبغي أن تقاس على العمليات الانتحارية بحال من الأحوال، فقياسها على العمليات الانتحارية فاسد من عدة وجوه، أهمها اختلاف النية والهدف. والذي يترجح لدي جوازها بالشروط التي أسلفتها، وذلك لأسباب: 1. للشواهد والمواقف المشابهة لها من بطولات المسلمين في جهادهم للكفار، التي ذكرنا طرفاً منها. 2. أن الضرورات تبيح المحظورات. 3. أنها أضحت الوسيلة الوحيدة المتاحة للدفاع عن الدين، والعرض، والوطن، وعن المستضعفين من بعد تخلي إخوانهم عنهم وخذلانهم إياهم، إذ لا وسيلة غيرها متاحة للمستضعفين. 4. أثبتت جدواها بأن زرعت الرعب والخوف في قلوب الكفار. 5.أن غاية الجهاد بذل النفوس والمهج رخيصة في ذات الله عز وجل، وفي العمليات الاستشهادية تحقيق تام لهذا الهدف. 6. البديل عنها مع هذه الظروف الراهنة الاستكانة والخضوع والانكسار للكفار. 7. عملاً بالقاعدة الجليلة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. هذا مع علمنا التام للمحذورات التي فيها، والتضحيات العظام التي تحدث من جرائها. والله أعلم بالصواب، وله المرجع والمآب، وصلى الله وسلم على رسولنا القائل: "لا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرة على الحق، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة"، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، لا ينال سلامنا الكفار والمنافقون. للشيخ الأمين الحاج محمد .
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#19
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين. اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. العمليات الجهادية الاستشهادية حكمها، شروطها، فضلها، ثوابها الحمد لله القائل: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون"<!--[if !supportFootnotes]-->1<!--[endif]-->، وصلّى الله على محمد القائل: "من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل أو الموت مظانه".<!--[if !supportFootnotes]-->2<!--[endif]--> وبعد.. فإن العمليات الجهادية جائزة ومشروعة، بل قد تستحب أو تجب في بعض الأحيان إذا توفرت الشروط الآتية: [LIST][*] أن يمارسها مسلم. [*] أن يكون المسلمون في حال حرب وجهاد، سواء كان جهاد طلب أو جهاد دفاع، كحال المسلمين اليوم في كل العالم سيما في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وكشمير، وجنوب الفلبين وغيرها. [*] أن يبتغي بذلك أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. [*] أن يتيقن أو يظن ظناً مؤكداً أنها تنكي بالعدو وتثخن جراحه. [/LIST] الأدلة على مشروعيتها بهذه الشروط الأدلة على مشروعية هذه العمليات الجهادية الاستشهادية إذا توفرت الشروط السابقة كثيرة، وهي: عامة من ذلك قوله تعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"<!--[if !supportFootnotes]-->3<!--[endif]--> ، وقوله: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد"<!--[if !supportFootnotes]-->4<!--[endif]--> ، وقوله: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون"<!--[if !supportFootnotes]-->5<!--[endif]--> ، وبعثه صلى الله عليه وسلم رجلاً واحداً سرية، فعل ذلك مع عدد من أصحابه. خاصة أما الأدلة الخاصة فكثيرة جداً، وسنذكر شيئاً منها، ومن أراد المزيد فعليه بكتاب الشهيد ابن النحاس<!--[if !supportFootnotes]-->6<!--[endif]--> : [LIST][*] عندما حمل هشام بن عامر بين الصفين أنكر عليه البعض، فرد عليهم عمر وأبو هريرة وغيرهما، وتلوا هذه الآية: "ومن الناس من يشري نفسه". [*] عندما ألقى مدرك بن عوف نفسه في صف العدو، فقال الناس: ألقى بنفسه إلى التهلكة، قال عمر: كذب أولئك ولكنه اشترى الآخرة بالدنيا.<!--[if !supportFootnotes]-->7<!--[endif]--> [*] ما فعله أنس بن النضر في أحد. [*] وروى أحمد بإسناد صحيح: "...ورجل غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابه، وعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع، فرجع حتى يهريق دمه، فيقول الله: انظروا إلى عبدي، رجع رجاء فيما عندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه". [*] خرج البيهقي في سننه<!--[if !supportFootnotes]-->8<!--[endif]--> عن محمد بن سيرين أن المسلمين انتهوا إلى حائط<!--[if !supportFootnotes]-->9<!--[endif]--> ، قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين، فجلس البراء بن مالك على ترس وقال: ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم؛ فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط، فأدركوه قد قتل منهم عشرة"، قبل أن يُقتل رضي الله عنه. [*] ما رد به أبو أيوب على من قال لمن ألقى بنفسه في صف العدو في فتح القسطنطينية: " ألقى بنفسه إلى التهلكة؛ قال: لا، ولكنها نزلت فينا نحن معشر الأنصار عندما عزمنا على الإقامة في أموالنا وترك الجهـاد؛ فالمراد بالتهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وترك الجهاد، وقيل المراد بها القنوط من رحمة الله، بأن يقول الرجل: لا يغفر الله لي؛ والله أعلم. [/LIST] وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام.. للشيخ الأمين الحاج محمد .
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين. |
#20
|
|||
|
|||
أخونا حفيد الصحابة
لا أدري لماذا هذه العصبية و التشنج في الرد على مداخلتي ، بدأت تريد أن تعلمني الأدب ثم انتقصت من شخصي و هربت من محاورتي في رسالتي التي أعتقد أنك لم تتجرأ على مجرد قراءتها "لأن####". ثم تهدد و تتوعد و لحم عظم و ؟؟؟ الحوار يكون بالعقل و الدليل لا باللحم و العظم و لا يكون بالقص و اللزق. هب أنني أحد المندسين الذين يثيرون الشبهات ، الواجب عليك أن تقرأ ما كتبت ثم ترد علي من قولي و هكذا هو الحوار و النقاش أليس كذلك ؟؟ أسأل الله لنا و لكم الهداية |
أدوات الموضوع | |
|
|