لا تزال امة محمد بخير ما لم يكثر فيها ابن الزني

[امير عبد القادر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الامين ثم اما بعد
وان في زمن قد كثرت فيه المنكرات وانتشرت فيه الشهوات قل فيه الحياء فأصبح المنكر معروف والمعروف منكر لا يجد المذنب رادع ولا المجني عليه معين ولا المعين ظهير و في هذا الزمان أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة وخير دليل علي ذلك انتشار الزنا والفاحشة التي هلك الأمم السابقة ونحن في أثارها سايرون أصبح الشباب لا هم لهم سواء التزين كانه بنت مقبل علي زفافها وأصبحت البنت كاسيه عارية مخرج كل مفاتنها لناظرين وكل ذلك دعاء لفاحشة
قال تعالى:
{وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }.
اولا قبل ان ندخل في موضوع الزني نتحدث عن تفسير الاية قوله ولا تقربوا الزني
وكلمة تقربوا اصلها من قرب وقَرَّبه منه، وتَقَرَّب إِلـيه تَقَرُّباً والتقرب الي الشي بان تجعل مقدمات لوصول اليه
كأَنَّ بمعنى العلـم والظنِّ
الفاحِشةُ القبـيحُ من القول والفعل،
سَآءَ هي ضِدُّ الفعل الحسن وهي والخَلَّةُ والخَطِيئَةُ القَبِيحَةُ،
سَبِيلاً من السبيل وهو الطريق الموصل الي الشي
يقول تعالى ناهياً عباده عن الزنا وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه {وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } أي ذنباً عظيماً {وَسَاء سَبِيلاً } أي بئس طريقاً ومسلكاً.
الزني
الزنا هو وطء المرأة من غير عقد شرعي ، و هو من الكبائر باتفاق العلماء ، قال تعالى: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
ووَطِىءَ الـمرأَةَ يَطَؤُها: أي نَكَحَها.
وهو اللاج الفرج في الفرج بغرض الاستمتاع من غير زواج ان الزنا باب من الأبواب التي تدمر المجتمع والتي تهلكه وتشتت الأسر وكم من زعيم قوما جعله الزنا ذليل وكم من قوي جعله الزنا ضعيف
ان الزنا هو من علامات الساعة واقتراب الاجل ولقد حذر منه الرسول الكريم وأشار الي الإضرار التي تنج عنه في عدة احاديث سوف نتطرق لها في هذا الموضوع
نجد ان الشيطان لقد اقسم لله بان يعمل كل جهده ليضل ابن ادم قال تعالي قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ{85}ص
كما قال تعالى:  قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: 62].
وحذرنا الله منه، ودعانا إلى عدم طاعته وطاعة جنوده؛ قال تعالى:  يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف:27].

قال تعالي
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }الإسراء64
واستفزز استخف من استطعت منهم بصوتك بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية
وأجلب ادعوهم عليهم بخيلك ورجلك وهم الراكب والمشاة في المعاصي
وشاركهم في الأموال المحرمة كالربا والغصب والأولاد من الزنى
وعدهم بأن لا بعث ولا جزاء وما يعدهم الشيطان بذلك إلا غرورا باطلا لأن الشيطان سبب ضلال بني آدم، وهو داعيهم إلى الفساد والانحلال، وهو سبب في نشر الجرائم والفواحش ليدخل من تبعه نار جهنم و بئس المصير:

وانه لا يفتر من جلب كل منفلت من بن ادم ولا بدا من يجعله جندا لهم وقال رسول الله  ذات يوم في خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم؛ مما علمني يومي هذا: كلُّ مالٍ نحلتُه (العطيه والرزق الطيب) عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم
( ابعدتهم عن الحق ) عن دينهم وحرَّمَتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً». رواه البخاري.

ومقابل ذلك وضع الله لحدود حتي لا نقع في حبال الشيطان واول تلك الحدود هو قوله وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ ان الزني لا يقع الا بمقدمات واول تلك المقدمات هي خروج المراة من دارها (المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان)
استشرفها الشيطان) يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة
من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة خرجت متعطرة فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية"من هنا جاء تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » .
وقد سبق أن أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: " إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان " ، وفي هذا القول إشارة إلى امرا طبيعي جلب عليه ابن ادم وه ميله الي حب النساء والالتذاذ بالنظر إليهن الذي جعله الله تعالى في نفوس الرجال
فالمرأة هي السلاح الذي يشهره الشيطان ليضل به ابن ادم ، ولذا يتبعها ويزيِّنها ويُجملِّها في عيون الرجال. قال مجاهد : " إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزيَّنها لمن ينظر ، فإذا أدبرت جلس على عجزها فزيَّنها لمن ينظر " .
فنجد ان المرة تركت دارها وضربت بقول الله عز وجل عرض الحايط وهي لا تبالي ولا تضع اعتبار لي رجل مهما كان محرم او جار او اخ وغيره لقد انتزع منها الحياة وقل منها الخجل اتخذت العشيق والصديق والحبيب واني ارى حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يخبرنا به عن احد علامات الساعة و ان الساعة وشيكه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى :لا يبقى في وجه الأرض أحد لله فيه حاجة وحتى توجد المرأة جهارا نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد ولا يغيره فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول لو نحيتها عن الطريق فذلك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم)
ونجد ان هذا الحديث وقع في ارض الواقع ونجد الجولات بها ما يخجل الإنسان منه والفضائيات والمجلات الاباحيه تعرض من الصور الخليعة أو ينشر على الإنترنت من صور و مقاطع الفيديو الفاضحة ما تستحي العين المؤمنة من النظر إليها
واما في المجتمعات نجد المرأة تعرض كل مفاتنها من غير خجل ولا استحياء داعية الي ذلك باسم الحضارة
" قالت ميمونة سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال أمتي بخير ما لم يَفْشُ فيهم ولدُ الزِّنَى فإذا فَشَا فيهم ولد الزنى أوشكَ أن يعمهم الله بعقاب»
أصبح هنالك دار في كل مدينة لابناء اللقطاء الذين رموا في قارة الطريق خوفا من الفضيحة وخير مثال دار المايقومه وسوف ياتي زمان لا يعيب فيه احد ان وجد أخته او شقيقته في خلوة مع رجل أجنبي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي أقوام من أمتي يحلون الحرير والحر والمعازف البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:".. لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا..."
وقال أيضًا: ( ولا فشي الزنى في قوم قط إلاكثر فيهم الموت ) رواه مالك في الموطأ
فنجد أن هنالك امرأ قد ذكره رسول الله في هذه الأحاديث وهي ظهور الموت والإمراض التي لم تكن في الماضي لقد لفت نظري تعليق ظريف فكنا في الماضي نسمع نظره ثم ابتسامه فموعد فلقا فإضافة في هذا الزمن فايدز ثم موت
ولقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن واقع اجتماعي وحياة كأمله وهي حياة مجتمع انتشرت فيه العلاقات المحرمة كالزنا والعلاقات الشاذة ولا يقدر احد علي تجريمها بل سلموا ورضوا بها ثم روجوا لها . في قوله صلى الله عليه وسلم : (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها). ونجد ان مثل هذا المجتمع هو مجتمع اطلق علي نفسه مجتمع متحضر وهي دول الغرب وما شابهها أبحرت في الاباحيه وان البنت العفيفة عندهم هي متخلفة أصابهم الله بإمراض لم تكن موجودة من قبل وانتشرت بصورة مخيفه مدمرة وكل يوم تكن تلك الامراض اقوي من الاول.وهو ما تضمنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا

وهذا هو ناتج الاقتراب من الزني والانحراف عن أوامر الدين وهذا أنزار للذين يسمون أنفسهم مسلمون وهكذا تحقق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
بارك لي ولكم ونفعني وإياكم بآيات الذكر ألحيكم وسترني وإياكم وعفا أولادنا وأولادكم وأخر دعوانا وان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته